خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ ٱلَّذِينَ ٱعْتَدَواْ مِنْكُمْ فِي ٱلسَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ
٦٥
فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ
٦٦
وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُوۤاْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِٱللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْجَاهِلِينَ
٦٧
قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذٰلِكَ فَٱفْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ
٦٨
قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ ٱلنَّاظِرِينَ
٦٩
قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ ٱلبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّآ إِن شَآءَ ٱللَّهُ لَمُهْتَدُونَ
٧٠
قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ ٱلأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي ٱلْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ ٱلآنَ جِئْتَ بِٱلْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ
٧١
وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَٱدَّارَأْتُمْ فِيهَا وَٱللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ
٧٢
فَقُلْنَا ٱضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي ٱللَّهُ ٱلْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
٧٣
-البقرة

تفسير القرآن

{ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ } عرفتم وسمعتم عقوبة { ٱلَّذِينَ ٱعْتَدَواْ مِنْكُمْ } بأخذ الميثاق { فِي ٱلسَّبْتِ } يوم السبت في زمن داود { فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ } صيروا قردة ذليلين صاغرين { فَجَعَلْنَاهَا } قردة { نَكَالاً } عقوبة { لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا } لما قبلها من الذنوب { وَمَا خَلْفَهَا } ولكي يكونوا عبرة لمن خلفهم لكي لا يقتدوا بهم { وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ } عظة ونهياً للمتقين لمحمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثم ذكر قصة البقرة فقال { وَإِذْ قَالَ } وقد قال { مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً } من البقور { قَالُوۤاْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً } أتستهزىء بنا يا موسى { قَالَ } موسى { أَعُوذُ بِٱللَّهِ } أمتنع بالله { أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْجَاهِلِينَ } من المستهزئين بالمؤمنين فلما علموا أنه صادق { قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ } سل لنا ربك { يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ } صغيرة أو كبيرة هي { قَالَ } موسى { إِنَّهُ يَقُولُ } أي يقول الله { إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ } لا كبيرة { وَلاَ بِكْرٌ } ولا صغيرة { عَوَانٌ بَيْنَ ذٰلِكَ } نصف أي وسط بين الصغير والكبير { فَٱفْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ } ولا تسألوا { قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ } سل لنا ربك { يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا } ما لون البقرة { قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ } الظلف والقرن سوداء البدن { فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا } صاف لونها { تَسُرُّ ٱلنَّاظِرِينَ } تعجب الناظرين إليها { قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ } سل لنا ربك { يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ } عاملة هي أم لا { إِنَّ ٱلبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا } تشاكل علينا { وَإِنَّآ إِن شَآءَ ٱللَّهُ لَمُهْتَدُونَ } إلى وصفها ويقال إلى قاتل عاميل { قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ } لا مذللة { تُثِيرُ ٱلأَرْضَ } تحرث الأرض { وَلاَ تَسْقِي ٱلْحَرْثَ } لا يستسقى عليها بالسواقي الحرث { مُسَلَّمَةٌ } من كل عيب { لاَّ شِيَةَ فِيهَا } لا وضح فيها ولا بياض { قَالُواْ ٱلآنَ جِئْتَ بِٱلْحَقِّ } الآن تبين لنا الصفة فطلبوها واشتروا بملء مسكها ذهباً { فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ } في بدء الأمر ويقال من غلاء ثمنها ثم ذكر المقتول فقال { وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً } عاميل { فَٱدَّارَأْتُمْ فِيهَا } فاختلفتم في قتلها { وَٱللَّهُ مُخْرِجٌ } مظهر { مَّا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ } من قتلها { فَقُلْنَا ٱضْرِبُوهُ } عنى المقتول { بِبَعْضِهَا } أي بعضو من أعضائها ويقال بذنبها ويقال بلسانها { كَذَلِكَ } كما أحيا الله عاميل { يُحْيِي ٱللَّهُ ٱلْمَوْتَىٰ } للبعث { وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ } إحياءه { لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } لكي تصدقوا بالبعث بعد الموت.