{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ } الذين كانوا في الأرض { ٱسْجُدُواْ لآدَمَ } سجدة التحية { فَسَجَدُوۤاْ إِلاَّ إِبْلِيسَ } رئيسهم { أَبَىٰ } تعظم عن السجود لآدم { فَقُلْنَا يَٰآدَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ } حواء { فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ ٱلْجَنَّةِ } بطاعتكما له { فَتَشْقَىٰ } فتتعب { إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا } في الجنة من الطعام { وَلاَ تَعْرَىٰ } من الثياب { وَأَنَّكَ لاَ تَظْمَأُ فِيهَا } لا تعطش فيها { وَلاَ تَضْحَىٰ } ولا يصيبك حر الشمس ويقال لا نعرق { فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ ٱلشَّيْطَانُ } بأكل الشجرة { قَالَ يَٰآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلْخُلْدِ } من أكل منها خلد ولا يموت { وَمُلْكٍ لاَّ يَبْلَىٰ } يبقى في ملك لا يفنى { فَأَكَلاَ مِنْهَا } من الشجرة { فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا } فظهرت لهما عوراتهما { وَطَفِقَا } عمدا { يَخْصِفَانِ } يلزقان { عَلَيْهِمَا } على عوراتهما { مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ } من ورق التين كلما ألزقا بعضها إلى بعض تساقطت { وَعَصَىٰ ءَادَمُ رَبَّهُ } بأكله من الشجرة { فَغَوَىٰ } ترك طريق الهدى فلم يصب بأكله من الشجرة ما أراده { ثُمَّ ٱجْتَبَاهُ } ثم اصطفاه { رَبُّهُ } بالتوبة { فَتَابَ عَلَيْهِ } فتجاوز عنه { وَهَدَىٰ } هداه إلى التوبة { قَالَ ٱهْبِطَا مِنْهَا } من الجنة { جَمِيعاً } لآدم وحواء والحية والطاووس { بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } الحية لبني آدم وبنو آدم للحية { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدىً } فحين يأتينكم يا ذرية آدم مني هدى كتاب ورسول { فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ } كتابي ورسولي { فَلاَ يَضِلُّ } باتباعه إياهما في الدنيا { وَلاَ يَشْقَىٰ } في الآخرة { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي } عن توحيدي ويقال كفر بكتابي ورسولي { فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً } عذاباً شديداً في القبر ويقال في النار { وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ أَعْمَىٰ قَالَ } يقول { رَبِّ } يا ربي { لِمَ حَشَرْتَنِيۤ أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً } في الدنيا { قَالَ كَذٰلِكَ } هكذا لأنك { أَتَتْكَ آيَاتُنَا } كتابنا ورسولنا { فَنَسِيتَهَا } فتركت العمل والإقرار بها { وَكَذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ تُنْسَىٰ } تترك في النار { وَكَذٰلِكَ } هكذا { نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ } من أشرك { وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ } يعني الكتاب والرسول { وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَىٰ } أدوم من عذاب الدنيا { أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ } يبين لأهل مكة { كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّنَ ٱلْقُرُونِ } الماضية { يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ } منازلهم { إِنَّ فِي ذَلِكَ } فيما فعلنا بهم { لآيَاتٍ } لعلامات { لأُوْلِي ٱلنُّهَىٰ } لذوي العقول من الناس.