خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ
٨٣
فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ
٨٤
وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا ٱلْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ ٱلصَّابِرِينَ
٨٥
وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ
٨٦
وَذَا ٱلنُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي ٱلظُّلُمَاتِ أَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ
٨٧
فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ ٱلْغَمِّ وَكَذٰلِكَ نُنجِـي ٱلْمُؤْمِنِينَ
٨٨
وَزَكَرِيَّآ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْوَارِثِينَ
٨٩
فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ
٩٠
وَٱلَّتِيۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَٱبْنَهَآ آيَةً لِّلْعَالَمِينَ
٩١
إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُونِ
٩٢
وَتَقَطَّعُوۤاْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ
٩٣
فَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ
٩٤
-الأنبياء

تفسير القرآن

{ وَأَيُّوبَ } واذكر أيوب { إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ } دعا ربه { أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلضُّرُّ } أني أصابتني الشدة في جسدي فارحمني ونجني { وَأَنتَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ } الدعاء { فَكَشَفْنَا } فرفعنا { مَا بِهِ مِن ضُرٍّ } من شدة { وَآتَيْنَاهُ } أعطيناه { أَهْلَهُ } في الجنة الذين هلكوا في الدنيا { وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ } ولداً في الدنيا مثل ما هلكوا في الدنيا { رَحْمَةً } نعمة { مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ } عظة للمؤمنين { وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ } واذكر إسماعيل وإدريس { وَذَا ٱلْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ ٱلصَّابِرِينَ } على أمر الله والمرازي { وَأَدْخَلْنَاهُمْ } ندخلهم في الآخرة { فِي رَحْمَتِنَا } في جنتنا { إِنَّهُمْ مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } من المرسلين غير ذي الكفل لأنه كان رجلاً صالحاً ولم يكن نبياً { وَذَا ٱلنُّونِ } واذكر صاحب الحوت يعني يونس بن متى { إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً } مصارماً من الملك { فَظَنَّ } يعني فحسب { أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ } بالعقوبة { فَنَادَىٰ فِي ٱلظُّلُمَاتِ } في ظلمة البحر وظلمة أمعاء السمك وظلمة بطنها { أَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ } تبت إليك { إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ } على نفسي حيث غضبت على أمرك { فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ } الدعاء { وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ ٱلْغَمِّ } من غم الظلمات { وَكَذٰلِكَ } هكذا { نُنجِـي ٱلْمُؤْمِنِينَ } عند الدعاء { وَزَكَرِيَّآ } واذكر يا محمد زكريا { إِذْ نَادَىٰ } دعا { رَبَّهُ رَبِّ لاَ تَذَرْنِي } لا تتركني { فَرْداً } وحيداً بلا معين { وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْوَارِثِينَ } المعينين { فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ } الدعاء { وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ } ولداً صالحاً { وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ } بالولد { إِنَّهُمْ } يعني الأنبياء ويقال زكريا ويحيى { كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ } يبادرون إلى الطاعات { وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً } هكذا وهكذا ويقال يعبدوننا رغباً إلى الجنة ورهباً من النار { وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ } متواضعين مطيعين { وَٱلَّتِيۤ } واذكر التي { أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا } حفظت جيب درعها { فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا } فنفخ جبريل في جيب درعها بأمرنا { وَجَعَلْنَاهَا وَٱبْنَهَآ آيَةً } علامة وعبرة { لِّلْعَالَمِينَ } لبني إسرائيل ولداً بلا أب وولادة بلا لمس { إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً } دينكم دين واحد مرضي { وَأَنَاْ رَبُّكُمْ } رب واحد { فَٱعْبُدُونِ } أطيعوني { وَتَقَطَّعُوۤاْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ } تفرقوا فيما بينهم في دينهم يعني اليهود والنصارى والمجوس { كُلٌّ } كل فرقة { إِلَيْنَا رَاجِعُونَ فَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّالِحَاتِ } الطاعات فيما بينه وبين ربه { وَهُوَ مُؤْمِنٌ } مصدق في إيمانه { فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ } لا ينسى ثواب عمله بل يثاب عليه { وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ } مجازون ومثيبون ويقال حافظون.