{وَإِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ} بالبعث بعد الموت {عَنِ ٱلصِّرَاطِ} عن دين الله {لَنَاكِبُونَ} مائلون {وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ} يعني أهل مكة {وَكَشَفْنَا} رفعنا {مَا بِهِمْ مِّن ضُرٍّ} من جوع {لَّلَجُّواْ} لتمادوا {فِي طُغْيَانِهِمْ} في كفرهم وضلالتهم {يَعْمَهُونَ} يمضون عمهة لا يبصرون الحق والهدى {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِٱلْعَذَابِ} بالجوع والقحط {فَمَا ٱسْتَكَانُواْ لِرَبِّهِمْ} فما خضعوا لربهم بالتوحيد {وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} لا يؤمنون {حَتَّىٰ} أجلهم يا محمد {إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ} يعني الجوع {إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ} آيسون من كل خير {وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنْشَأَ لَكُمُ} خلق لكم يا أهل مكة {ٱلسَّمْعَ} تسمعون به {وَٱلأَبْصَارَ} تبصرون بها {وَٱلأَفْئِدَةَ} يعني القلوب تعقلون بها {قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ} فشكركم فيما صنع إليكم قليل يا أهل مكة {وَهُوَ ٱلَّذِي ذَرَأَكُمْ} خلقكم {فِي ٱلأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} بعد الموت فيجزيكم بأعمالكم {وَهُوَ ٱلَّذِي يُحْيِي} للبعث {وَيُمِيتُ} في الدنيا {وَلَهُ ٱخْتِلاَفُ ٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ} تقليب الليل والنهار وذهابهما ومجيئهما وزيادتهما ونقصانهما وظلمة الليل وضوء النهار كل هذا آية لكم بأن الله يحيي الموتى {أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} أفلا تصدقون بالبعث بعد الموت {بَلْ قَالُواْ} كذبوا بالبعث بعد الموت يعني كفار مكة {مِثْلَ مَا قَالَ ٱلأَوَّلُونَ} مثل ما كذب الأولون بالبعث بعد الموت {قَالُوۤاْ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً} صرنا تراباً رميماً {وَعِظَاماً} بالية {أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ} لمحيون بعد الموت {لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَآؤُنَا هَـٰذَا} الذي تعدنا يا محمد {مِن قَبْلُ} من قبل ما وعدتنا {إِنْ هَـٰذَآ} ما هذا الذي تقول يا محمد {إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ} أحاديث الأولين في دهرهم وكذبهم {قُل} لكفار مكة يا محمد {لِّمَنِ ٱلأَرْضُ وَمَن فِيهَآ} من الخلق أجيبوا {إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ} لهم يا محمد {أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} أفلا تتعظون فتطيعون الله {قُلْ} لهم أيضاً يا محمد {مَن رَّبُّ} خالق {ٱلسَّمَاوَاتِ ٱلسَّبْعِ وَرَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ} السرير الكريم {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ} الله خلقها {قُلْ} لهم يا محمد {أَفَلاَ تَتَّقُونَ} عبادة غير الله {قُلْ} لهم أيضاً يا محمد {مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ} خزائن كل شيء {وَهُوَ يُجْيِرُ} يقضي {وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ} لا يقضى عليه ويقال هو يجير الخلق من عذابه ولا يجار عليه لا يجير أحد أحداً من عذابه أجيبوا {إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ} بيد الله بقدرة الله ذلك كله {قُلْ} لهم يا محمد {فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ} من أين تكذبون على الله ويقال انظر يا محمد كيف يصرفون بالكذب إن قرأت بضم التاء.