خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ
٩٠
مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ
٩١
عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ فَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
٩٢
قُل رَّبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ
٩٣
رَبِّ فَلاَ تَجْعَلْنِي فِي ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ
٩٤
وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ
٩٥
ٱدْفَعْ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ٱلسَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ
٩٦
وَقُلْ رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ ٱلشَّياطِينِ
٩٧
وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ
٩٨
حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ٱرْجِعُونِ
٩٩
لَعَلِّيۤ أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا وَمِن وَرَآئِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ
١٠٠
فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَآءَلُونَ
١٠١
فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ
١٠٢
وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فأُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ
١٠٣
تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ
١٠٤
-المؤمنون

تفسير القرآن

{ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِٱلْحَقِّ } أرسلنا جبريل إلى نبيهم بالقرآن فيه أن ليس لله ولد ولا شريك { وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } في قولهم إن الملائكة بنات الله { مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ مِن وَلَدٍ } من بني آدم ولا بنات من الملائكة { وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـهٍ } من شريك { إِذاً } لو كان كما يقولون { لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ } إلى نفسه فاستولى كل إله على ما خلق { وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ } لغلب بعضهم على بعض { سُبْحَانَ ٱللَّهِ } نزه نفسه ويقال ارتفع وتبرأ { عَمَّا يَصِفُونَ } يقولون من الكذب { عَالِمِ ٱلْغَيْبِ } ما غاب عن العباد ويقال ما يكون { وَٱلشَّهَادَةِ } أعلمه العباد ويقال ما كان { فَتَعَالَىٰ } فتبرأ { عَمَّا يُشْرِكُونَ } به من الأوثان { قُل } يا محمد { رَّبِّ } يا رب { إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ } من العذاب { رَبِّ } يا رب { فَلاَ تَجْعَلْنِي فِي ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } مع القوم الكافرين يوم بدر { وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ } يا محمد { مَا نَعِدُهُمْ } من العذاب يوم بدر { لَقَادِرُونَ ٱدْفَعْ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ٱلسَّيِّئَةَ } يقول ادفع بلا إله إلا الله كلمة الشرك عن أبي جهل وأصحابه ويقال السلام القبيح عن نفسك { نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ } من الكذب { وَقُلْ رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ } أعتصم بك { مِنْ هَمَزَاتِ } نزغات { ٱلشَّيَاطِينِ } التي يصرع بها الرجل { وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ } من أن يحضروني يعني الشياطين في الصلاة وعند القراءة وعند الموت { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ } يعني كفار مكة { ٱلْمَوْتُ } يعني ملك الموت وأعوانه لقبض روحهم { قَالَ رَبِّ ٱرْجِعُونِ } إلى الدنيا { لَعَلِّيۤ أَعْمَلُ صَالِحاً } وأؤمن بك { فِيمَا تَرَكْتُ } في الذي تركت في الدنيا وكذبت به { كَلاَّ } حقاً يرد إلى الدنيا { إِنَّهَا } يعني الرجعة { كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا } يتكلم بها صاحبها ولا تنفعه { وَمِن وَرَآئِهِمْ } قدامهم { بَرْزَخٌ } يعني القبر { إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ } من القبور { فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ } نفخة البعث { فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ } فلا نفع بينهم بالنسب { يَوْمَئِذٍ } يوم القيامة { وَلاَ يَتَسَآءَلُونَ } عن ذلك { فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ } ميزانه من الحسنات { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } الناجون من السخط والعذاب { وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ } ميزانه من الحسنات { فأُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ } غبنوا { أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ } مقيمون دائمون لا يموتون ولا يخرجون منها { تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ } تضرب وجوههم وتحرق عظامهم وتأكل لحومهم النار { وَهُمْ فِيهَا } في النار { كَالِحُونَ } وكلحهم سواد وجوههم وزرقة أعينهم.