خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يَعِظُكُمُ ٱللَّهُ أَن تَعُودُواْ لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ
١٧
وَيُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلآيَاتِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
١٨
إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَاحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ
١٩
وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ ٱللَّهَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ
٢٠
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ ٱلشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ ٱلشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنْكَرِ وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
٢١
وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ ٱلْفَضْلِ مِنكُمْ وَٱلسَّعَةِ أَن يُؤْتُوۤاْ أُوْلِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْمَسَاكِينَ وَٱلْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُوۤاْ أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٢٢
إِنَّ ٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَاتِ ٱلْغَافِلاَتِ ٱلْمُؤْمِناتِ لُعِنُواْ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
٢٣
يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
٢٤
-النور

تفسير القرآن

{ يَعِظُكُمُ ٱللَّهُ } يخوفكم الله وينهاكم { أَن تَعُودُواْ لِمِثْلِهِ } أن لا تعودوا إلى مثله { أَبَداً إِن كُنتُمْ } إذ كنتم { مُّؤْمِنِينَ } مصدقين { وَيُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلآيَاتِ } بالأمر والنهي { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ } بمقالتكم { حَكِيمٌ } فيما حكم عليكم من الحد { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ } يعني عبد الله بن أبي وأصحابه { أَن تَشِيعَ } أن تظهر { ٱلْفَاحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } عائشة وصفوان { لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } بالضرب { فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ } بالنار لعبد الله بن أبي خاصة { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ } أن عائشة وصفوان لم يزنيا { وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } ذلك { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ } منّ الله { عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ } على من لم يقذف عائشة وصفوان { وَأَنَّ ٱللَّهَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } بالمؤمنين ثم نهاهم عن متابعة الشيطان فقال { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { لاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ ٱلشَّيْطَانِ } تزيين الشيطان ووسوسته { وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ ٱلشَّيْطَانِ } تزيين الشيطان ووسوسته { فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ } بالقبيح من العمل والقول { وَٱلْمُنْكَرِ } ما لا يعرف في شريعة ولا في سنة { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ } من الله { عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ } بالعصمة والتوفيق { مَا زَكَى } ما وحد وصلح { مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يُزَكِّي } يوفق ويصلح { مَن يَشَآءُ } من كان أهلاً لذلك { وَٱللَّهُ سَمِيعٌ } لمقالتكم { عَلِيمٌ } بكم وبأعمالكم ثم نزل في شأن أبي بكر حين حلف أنه لا ينفق على ذوي قرابته لقبل ما خاضوا في أمر عائشة يعني مسطحاً وأصحابه فقال { وَلاَ يَأْتَلِ } لا ينبغي أن يحلف { أُوْلُواْ ٱلْفَضْلِ مِنكُمْ } بالبذل { وَٱلسَّعَةِ } بالمال { أَن يُؤْتُوۤاْ أُوْلِي ٱلْقُرْبَىٰ } أن لا يؤتوا أي لا يعطوا أو لا ينفقوا على ذوي القرابة وكان مسطح ابن خالته { وَٱلْمَسَاكِينَ } وكان مسكيناً { وَٱلْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } في طاعة الله وكان مهاجرياً { وَلْيَعْفُواْ } يتركوا { وَلْيَصْفَحُوۤاْ } يتجاوزوا { أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ } ألا تحب يا أبا بكر أن يغفر الله لك { وَٱللَّهُ غَفُورٌ } متجاوز { رَّحِيمٌ } لمن تاب فقال أبو بكر بلى أحب يا رب فألطف بقرابته وأحسن إليهم وبعدما نزلت هذه الآية ثم نزل في شأن عبد الله بن أبي وأصحابه الذين خاضوا في أمر عائشة وصفوان فقال { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَرْمُونَ } بالزنا { ٱلْمُحْصَنَاتِ } الحرائر { ٱلْغَافِلاَتِ } عن الزنا العفائف { ٱلْمُؤْمِناتِ } المصدقات بتوحيد الله يعني عائشة { لُعِنُواْ } عذبوا { فِي ٱلدُّنْيَا } بالجلد { وَٱلآخِرَةِ } بالنار يعني عبد الله بن أبي { وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } شديد أشد مما يكون في الدنيا يعني عبد الله بن أبي وأصحابه { يَوْمَ } وهو يوم القيامة { تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ } على عبد الله بن أبي وأصحابه { أَلْسِنَتُهُمْ } بما قالوا { وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } في الدنيا.