خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلاَ نَصْراً وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً
١٩
وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي ٱلأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً
٢٠
وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا لَوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْنَا ٱلْمَلاَئِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا لَقَدِ ٱسْتَكْبَرُواْ فِيۤ أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً
٢١
يَوْمَ يَرَوْنَ ٱلْمَلاَئِكَةَ لاَ بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً
٢٢
وَقَدِمْنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُوراً
٢٣
أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً
٢٤
وَيَوْمَ تَشَقَّقُ ٱلسَّمَآءُ بِٱلْغَمَامِ وَنُزِّلَ ٱلْمَلاَئِكَةُ تَنزِيلاً
٢٥
-الفرقان

تفسير القرآن

{ فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ } يعني الكفار { صَرْفاً } صرف الملائكة ويقال صرف الأصنام عن شهادتهم عليهم أو صرف العذاب عن أنفسهم { وَلاَ نَصْراً } منعا { وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ } يكفر منكم يا معشر المؤمنين ويقال من يستقم منكم على الكفر يا معشر الكفار { نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً } في النار { وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ } يا محمد { مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ ٱلطَّعَامَ } كما تأكل جواباً لقولهم ما لهذا الرسول يأكل الطعام { وَيَمْشُونَ فِي ٱلأَسْوَاقِ } في الطرق كما تمشي { وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً } بلية ابتلينا العربي بالمولى والشريف بالوضيع والغني بالفقير يقول الله لأبي جهل وأصحابه { أَتَصْبِرُونَ } مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم سلمان وأصحابه حتى تكونوا معهم في الدين والأمر سواء شرعاً تجلسون معهم { وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً } بأنهم لا يصبرون على ذلك ويقال أتصبرون يا معشر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم على أذاهم حتى أوفيكم ثواب الصابرين وكان ربك بصيراً بمن يؤمن وبمن لا يؤمن منهم { وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا } البعث بعد الموت يعني أبا جهل وأصحابه { لَوْلاَ أُنْزِلَ } هلا أنزل { عَلَيْنَا ٱلْمَلاَئِكَةُ } فيخبرون بأن الله أرسلك إلينا { أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا } فنسأله عنك { لَقَدِ ٱسْتَكْبَرُواْ فِيۤ أَنفُسِهِمْ } عن الإيمان حيث سألوا رؤية الرب { وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً } أبوا عن الإيمان إباء كبيراً ويقال اجترؤوا اجتراء كبيراً حيث سألوا نزول الملائكة عليهم { يَوْمَ } وهو يوم القيامة { يَرَوْنَ ٱلْمَلاَئِكَةَ } عند الموت { لاَ بُشْرَىٰ } تقول لهم الملائكة لا بشرى { يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ } للمشركين بالجنة { وَيَقُولُونَ } يعني الملائكة { حِجْراً مَّحْجُوراً } حرماً محرماً البشرى بالجنة على الكافرين ويقال ويقولون يعني الكفار عند رؤية الملائكة حجراً محجوراً بعداً بعيداً بيننا وبينكم { وَقَدِمْنَآ } عمدنا { إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ } خير في الدنيا { فَجَعَلْنَاهُ } في الآخرة { هَبَآءً مَّنثُوراً } كتراب من حوافر الدواب ويقال كشيء يحول في ضوء الشمس إذا دخلت في كوة يرى ولا يستطاع أن يمس { أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ } محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه { يَوْمَئِذٍ } وهو يوم القيامة { خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً } منزلاً { وَأَحْسَنُ مَقِيلاً } مبيتاً من منزل أبي جهل وأصحابه ومبيتهم { وَيَوْمَ تَشَقَّقُ ٱلسَّمَآءُ بِٱلْغَمَامِ } عن الغمام لنزول الرب بلا كيف { وَنُزِّلَ ٱلْمَلاَئِكَةُ تَنزِيلاً } الأول فالأول.