خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُواْ فَأَبَىٰ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً
٥٠
وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيراً
٥١
فَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبيراً
٥٢
وَهُوَ ٱلَّذِي مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ هَـٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَـٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً
٥٣
وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ مِنَ ٱلْمَآءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً
٥٤
وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُهُمْ وَلاَ يَضُرُّهُمْ وَكَانَ ٱلْكَافِرُ عَلَىٰ رَبِّهِ ظَهِيراً
٥٥
وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً
٥٦
قُلْ مَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَن شَآءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً
٥٧
وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱلْحَيِّ ٱلَّذِي لاَ يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً
٥٨
ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ ٱلرَّحْمَـٰنُ فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً
٥٩
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱسْجُدُواْ لِلرَّحْمَـٰنِ قَالُواْ وَمَا ٱلرَّحْمَـٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً
٦٠
تَبَارَكَ ٱلَّذِي جَعَلَ فِي ٱلسَّمَآءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً
٦١
-الفرقان

تفسير القرآن

{ وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ } يعني المطر قسمنا عاماً بعد عام { لِيَذَّكَّرُواْ } لكي يتعظوا بذلك { فَأَبَىٰ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً } لم يقبلوا واستقاموا على الكفر بالله وبنعمته { وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ } إلى كل أهل قرية { نَّذِيراً } رسولاً مخوفاً ولكن جعلناك كافة للناس رسولاً لكي يكون الثواب والكرامة كلاهما لك { فَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ } أبا جهل وأصحابه بما يأمرونك { وَجَاهِدْهُمْ بِهِ } بالقرآن { جِهَاداً كَبيراً } بالسيف { وَهُوَ ٱلَّذِي مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ } أرسل البحرين { هَـٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ } حلو طيب { وَهَـٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ } مر مالح زعاق { وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا } بين المالح والطيب { بَرْزَخاً } حاجزاً { وَحِجْراً مَّحْجُوراً } حراماً محرماً من أن يغير أحدهما طعم صاحبه { وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ مِنَ ٱلْمَآءِ } من ماء الذكر والأنثى { بَشَراً } خلقاً كثيراً { فَجَعَلَهُ نَسَباً } ما لا يحل تزويجه من القرابة { وَصِهْراً } ما يحل التزويج من القرابة وغيرها { وَكَانَ رَبُّكَ } بما خلق من الحلال والحرام { قَدِيراً وَيَعْبُدُونَ } كفار مكة { مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُهُمْ } في الدنيا والآخرة عبادته وطاعته { وَلاَ يَضُرُّهُمْ } في الدنيا والآخرة معصيته وترك عبادته { وَكَانَ ٱلْكَافِرُ } أبو جهل { عَلَىٰ رَبِّهِ ظَهِيراً } خارجاً ويقال عوناً للكافرين على ربه بالكفر { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ } يا محمد لأهل مكة { إِلاَّ مُبَشِّراً } بالجنة { وَنَذِيراً } من النار { قُلْ } يا محمد لأهل مكة { مَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ } على التوحيد والقرآن { مِنْ أَجْرٍ } من جعل ولا رزق { إِلاَّ مَن شَآءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً } طريقاً بالإيمان ويقال إلا من شاء أن يوحد ويتخذ بذلك التوحيد إلى ربه سبيلاً مرجعاً فيجد ثوابه { وَتَوَكَّلْ } يا محمد { عَلَى ٱلْحَيِّ ٱلَّذِي لاَ يَمُوتُ } ولا تتوكل على الأحياء الذين يموتون مثل أبي طالب وخديجة ولا على الأموات الذين لا حركة لهم { وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ } صل بأمره { وَكَفَىٰ بِهِ } بالله { بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً } عالماً { ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا } من الخلق والعجائب { فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } من أيام أول الدنيا طول كل يوم ألف سنة مما تعدون أول يوم منها يوم الأحد وآخر يوم منها يوم الجمعة { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ } استقر { عَلَى ٱلْعَرْشِ } ويقال امتلأ به العرش { ٱلرَّحْمَـٰنُ } مقدم ومؤخر يقول استوى الرحمن على العرش { فَسْئَلْ بِهِ } بذلك { خَبِيراً } بالله عالماً ويقال فاسأل عن الله أهل العلم يخبروك { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ } لكفار مكة { ٱسْجُدُواْ لِلرَّحْمَـٰنِ } أخضعوا للرحمن بالتوحيد { قَالُواْ وَمَا ٱلرَّحْمَـٰنُ } ما نعرف الرحمن إلا مسيلمة الكذاب { أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا } الكذاب الكاذب { وَزَادَهُمْ } ذكر الرحمن ويقال القرآن ويقال دعوة النبي صلى الله عليه وسلم { نُفُوراً } تباعداً عن الإيمان { تَبَارَكَ } ذو بركة { ٱلَّذِي جَعَلَ فِي ٱلسَّمَآءِ بُرُوجاً } نجوماً ويقال قصوراً { وَجَعَلَ فِيهَا } في السماء { سِرَاجاً } شمساً مضيئا لبني آدم بالنهار { وَقَمَراً مُّنِيراً } مضيئاً لبني آدم بالليل.