خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ
٥٨
كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ
٥٩
فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ
٦٠
فَلَمَّا تَرَاءَى ٱلْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ
٦١
قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ
٦٢
فَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْبَحْرَ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَٱلطَّوْدِ ٱلْعَظِيمِ
٦٣
وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ ٱلآخَرِينَ
٦٤
وَأَنجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ
٦٥
ثُمَّ أَغْرَقْنَا ٱلآخَرِينَ
٦٦
إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ
٦٧
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ
٦٨
وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ
٦٩
إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ
٧٠
قَالُواْ نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ
٧١
قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ
٧٢
أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ
٧٣
قَالُواْ بَلْ وَجَدْنَآ آبَآءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ
٧٤
قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَّا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ
٧٥
أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمُ ٱلأَقْدَمُونَ
٧٦
فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِيۤ إِلاَّ رَبَّ ٱلْعَالَمِينَ
٧٧
ٱلَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ
٧٨
وَٱلَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ
٧٩
وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ
٨٠
وَٱلَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ
٨١
وَٱلَّذِيۤ أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ ٱلدِّينِ
٨٢
رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِٱلصَّالِحِينَ
٨٣
-الشعراء

تفسير القرآن

{ وَكُنُوزٍ } أموال { وَمَقَامٍ كَرِيمٍ } منازل حسنة { كَذَلِكَ } أفعل بمن عصاني { وَأَوْرَثْنَاهَا } يعني مصر { بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } بعد هلاكهم { فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ } عند طلوع الشمس { فَلَمَّا تَرَاءَى } ظهر { ٱلْجَمْعَانِ } جمع موسى وجمع فرعون { قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ } أي أدركونا يا موسى { قَالَ } موسى { كَلاَّ } حقاً لا يدركونا { إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ } سينجيني منهم ويهديني إلى الطريق { فَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْبَحْرَ } فضرب { فَٱنفَلَقَ } فانشق فصار فيه اثنا عشر طريقاً { فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ } كل طريق { كَٱلطَّوْدِ ٱلْعَظِيمِ } كالجبل العظيم { وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ ٱلآخَرِينَ } يقول حبسنا فرعون وقومه في الضبابة ويقال في البحر وكلهم كانوا كافرين { وَأَنجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ } من الغرق { ثُمَّ أَغْرَقْنَا ٱلآخَرِينَ } فرعون وقومه في اليم { إِنَّ فِي ذَلِكَ } فيما فعلنا بهم { لآيَةً } لعلامة وعبرة { وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ } لم يكونوا مؤمنين { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } بالنقمة من الكفار { ٱلرَّحِيمُ } بالمؤمنين إذ أنجاهم من الغرق { وَٱتْلُ } اقرأ { عَلَيْهِمْ } على قومك قريش { نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ } خبر إبراهيم في القرآن { إِذْ قَالَ لأَبِيهِ } آزر { وَقَوْمِهِ } عبدة الأوثان { مَا تَعْبُدُونَ قَالُواْ نَعْبُدُ أَصْنَاماً } آلهة { فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ } فنصير لها عابدين مقيمين على عبادتها { قَالَ } لهم إبراهيم { هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ } يقول هل يجيبونكم الآلهة إذا دعوتموهم { أَوْ يَنفَعُونَكُمْ } في معايشكم إذا أطعتموهم { أَوْ يَضُرُّونَ } في معايشكم إذا عصيتموهم { قَالُواْ } لا { بَلْ وَجَدْنَآ } ولكن وجدنا { آبَآءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ } يعبدونها فنحن نعبدها نقتدي بهم { قَالَ } إبراهيم { أَفَرَأَيْتُمْ مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمُ ٱلأَقْدَمُونَ } وما كان يعبد آباؤكم الأولون { فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِيۤ } تبرأ منهم { إِلاَّ رَبَّ ٱلْعَالَمِينَ } إلا من كان منهم يعبد رب العالمين { ٱلَّذِي خَلَقَنِي } من النطفة { فَهُوَ يَهْدِينِ } يحفظني على الدين ويرشدني إلى الحق والهدى { وَٱلَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي } يرزقني ويشبعني إذا جعت { وَيَسْقِينِ } يرويني إذا عطشت { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } من المرض إذا مرضت { وَٱلَّذِي يُمِيتُنِي } في الدنيا { ثُمَّ يُحْيِينِ } يوم القيامة { وَٱلَّذِيۤ أَطْمَعُ } أرجو { أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي } ذنبي { يَوْمَ ٱلدِّينِ } يوم الحساب وكانت خطيئته قوله { { إني سقيم } [الصافات: 89] وقوله { بل فعله كبيرهم } [الأَنبياء: 63] وقوله{ لامرأته } هذه أختي { رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً } فهماً وعلماً { وَأَلْحِقْنِي بِٱلصَّالِحِينَ } بآبائي المرسلين في الجنة.