خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَاْذبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ
٢١
فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ
٢٢
إِنِّي وَجَدتُّ ٱمْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ
٢٣
وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ فَهُمْ لاَ يَهْتَدُونَ
٢٤
أَلاَّ يَسْجُدُواْ للَّهِ ٱلَّذِي يُخْرِجُ ٱلْخَبْءَ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ
٢٥
ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ
٢٦
قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ
٢٧
ٱذْهَب بِّكِتَابِي هَـٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَٱنْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ
٢٨
قَالَتْ يٰأَيُّهَا ٱلْمَلأُ إِنِّيۤ أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ
٢٩
إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
٣٠
أَلاَّ تَعْلُواْ عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ
٣١
قَالَتْ يٰأَيُّهَا ٱلْمَلأُ أَفْتُونِي فِيۤ أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ
٣٢
قَالُواْ نَحْنُ أُوْلُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَٱلأَمْرُ إِلَيْكِ فَٱنظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ
٣٣
قَالَتْ إِنَّ ٱلْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُواْ قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوۤاْ أَعِزَّةَ أَهْلِهَآ أَذِلَّةً وَكَذٰلِكَ يَفْعَلُونَ
٣٤
-النمل

تفسير القرآن

{ لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً } لأنتفن ريشه فكان عذاب الطير هذا { أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ } بالسكين { أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } بعذر بين { فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ } فلبث غير طويل حتى جاءه { فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ } بلغت إلى ما لم تبلغ وعلمت ما لم تعلم أيها الملك { وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ } من مدينة سبأ { بِنَبَإٍ يَقِينٍ } بخبر حق عجيب { إِنِّي وَجَدتُّ ٱمْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ } يقال لها بلقيس { وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ } أعطيت علم كل شيء في بلدها { وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ } حسن كبير عليه من الجواهر واللؤلؤ والذهب والفضة كذا وكذا { وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ } يعبدون الشمس { مِن دُونِ ٱللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ } عبادتهم للشمس { فَصَدَّهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ } فصرفهم الشيطان عن طريق الحق والهدى { فَهُمْ لاَ يَهْتَدُونَ } سبيل الحق والهدى { أَلاَّ يَسْجُدُواْ لِلَّهِ ٱلَّذِي } وقد قلت لهم ألا يا هؤلاء اسجدوا لله ويقال هذا قول سليمان يقول لم لا يسجدون لله الذي { يُخْرِجُ ٱلْخَبْءَ } ما خبئ { فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } من المطر { وَٱلأَرْضِ } من النبات { وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ } ما يسرون من الخير والشر { وَمَا تُعْلِنُونَ } يظهرون من الخير والشر { ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ } السرير الكبير { قَالَ } سليمان للهدهد { سَنَنظُرُ } في مقالتك { أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ ٱذْهَب بِّكِتَابِي هَـٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ } عليهم { ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ } تنح عنهم حيث لا يرونك { فَٱنْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ } يقولون ويردون ويجيبون كتابي ففعل كما أمره سليمان فأخذت بلقيس كتاب سليمان وخرجت إلى قومها { قَالَتْ يَٰأَيُّهَا ٱلْمَلأُ } الرؤساء { إِنِّيۤ أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ } مختوم { إِنَّهُ } عنوانه { مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ } أول سطره { بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ أَلاَّ تَعْلُواْ عَلَيَّ } أن لا تتكبروا علي { وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ } مستسلمين مصالحين وأشياء كانت فيه مكتوبة { قَالَتْ يَٰأَيُّهَا ٱلْمَلأُ } الرؤساء { أَفْتُونِي فِيۤ أَمْرِي } أخبروني عن أمري ويقال شاوروا لي { مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً } فاعلة أمراً { حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ } تحضروني وتشاوروني { قَالُواْ نَحْنُ أُوْلُو قُوَّةٍ } بالسلاح { وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ } بالقتال { وَٱلأَمْرُ إِلَيْكِ } يقول أمرنا لأمرك تبع { فَٱنظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ } حتى نفعل ما تأمريننا ثم نطقت بحكمة { قَالَتْ إِنَّ ٱلْمُلُوكَ } ملوك الأرض { إِذَا دَخَلُواْ قَرْيَةً } عنوة بالحرب والقتال { أَفْسَدُوهَا } خربوها { وَجَعَلُوۤاْ أَعِزَّةَ أَهْلِهَآ أَذِلَّةً } بالضرب والقتل وغير ذلك { وَكَذٰلِكَ يَفْعَلُونَ } قال الله كذلك يفعلون يعني ملوك الأرض بالكبرياء.