خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا وَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيْهِم أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ ٱلأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ ٱلنَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ
٨٢
وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ
٨٣
حَتَّىٰ إِذَا جَآءُو قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُواْ بِهَا عِلْماً أَمَّا ذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
٨٤
وَوَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيهِم بِمَا ظَلَمُواْ فَهُمْ لاَ يَنطِقُونَ
٨٥
أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا ٱلْلَّيْلَ لِيَسْكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
٨٦
وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ ٱللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ
٨٧
وَتَرَى ٱلْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِ صُنْعَ ٱللَّهِ ٱلَّذِيۤ أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ
٨٨
مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُمْ مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ
٨٩
وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
٩٠
إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ ٱلْبَلْدَةِ ٱلَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ
٩١
-النمل

تفسير القرآن

{ وَإِذَا وَقَعَ } وجب { ٱلْقَوْلُ عَلَيْهِم } بالسخط والعذاب. { أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ ٱلأَرْضِ } بين الصفا والمروة وهي عصا موسى ويقال معها عصا موسى { تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ ٱلنَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا } بآيات ربنا بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن ويقال بخروج الدابة { لاَ يُوقِنُونَ } لا يصدقون وإن قرأت بنصب التاء تضربهم وتجرحهم { وَيَوْمَ } وهو يوم القيامة { نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ } من كل أهل دين { فَوْجاً } جماعة { مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا } بكتابنا ورسولنا { فَهُمْ يُوزَعُونَ } يقول يحبس أولهم على آخرهم { حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوا } اجتمعوا { قَالَ } الله لهم { أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي } بكتابي ورسولي { وَلَمْ تُحِيطُواْ بِهَا عِلْماً } يقول جحدتم ولم تعلموا أنها ليست مني { أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } في الكفر والشرك { وَوَقَعَ ٱلْقَوْلُ } وجب القول { عَلَيْهِمْ } بالسخط والعذاب { بِمَا ظَلَمُواْ } بكفرهم وشركهم { فَهُمْ لاَ يَنطِقُونَ } لا يجيبون { أَلَمْ يَرَوْاْ } كفار مكة { أَنَّا جَعَلْنَا ٱلْلَّيْلَ } مسكناً { لِيَسْكُنُواْ } ليستقروا { فِيهِ وَٱلنَّهَارَ مُبْصِراً } مضيئاً مطلباً لمعايشتهم { إِنَّ فِي ذَلِكَ } فيما فعلنا بهم { لآيَاتٍ } لعلامات { لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } يصدقون { وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ } وهي نفخة الموت { فَفَزِعَ } مات من { مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } من الملائكة { وَمَن فِي ٱلأَرْضِ } من الخلق { إِلاَّ مَن شَآءَ ٱللَّهُ } من أهل السماء جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت فإنهم لا يموتون في النفخة الأولى ولكن يموتون بعد ذلك { وَكُلٌّ } يعني أهل السماء وأهل الأرض { أَتَوْهُ دَاخِرِينَ } يأتون إلى الله يوم القيامة صاغرين ذليلين { وَتَرَى ٱلْجِبَالَ } يا محمد في النفخة الأولى { تَحْسَبُهَا جَامِدَةً } ساكنة مستقرة { وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِ } في الهواء { صُنْعَ ٱللَّهِ } هذا فعل الله بخلقه { ٱلَّذِيۤ أَتْقَنَ } أحكم { كُلَّ شَيْءٍ } من الخلق { إِنَّهُ خَبِيرٌ } عالم { بِمَا تَفْعَلُونَ } من الخير والشر { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ } من جاء يوم القيامة بلا إله إلا الله مخلصاً بها { فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا } فخيره كله منها ومن قبلها.
{ وَهُمْ مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ } وهم آمنون من الفزع والعذاب إذا أطبقت النار { وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ } بالشرك بالله { فَكُبَّتْ } قلبت { وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ } في الآخرة { إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } في الدنيا قل يا محمد { إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ } أوحد { رَبِّ هَذِهِ ٱلْبَلْدَةِ } يعني مكة { ٱلَّذِي حَرَّمَهَا } جعلها حرماً { وَلَهُ كُلُّ شَيءٍ } من الخلق { وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } مع المسلمين على دينهم.