خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَآءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ
٥٠
وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ ٱلْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
٥١
ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ
٥٢
وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوۤاْ آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّنَآ إنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ
٥٣
أُوْلَـٰئِكَ يُؤْتُونَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُواْ وَيَدْرَؤُنَ بِٱلْحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ
٥٤
وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغْوَ أَعْرَضُواْ عَنْهُ وَقَالُواْ لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِي ٱلْجَاهِلِينَ
٥٥
إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ
٥٦
وَقَالُوۤاْ إِن نَّتَّبِعِ ٱلْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَآ أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقاً مِّن لَّدُنَّا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
٥٧
وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ ٱلْوَارِثِينَ
٥٨
-القصص

تفسير القرآن

قال الله { فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ } فإن لم يجيبوك الظلمة بما سألتهم { فَٱعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَآءَهُمْ } بالكفر والشرك وعبادة الأوثان { وَمَنْ أَضَلُّ } أكفر عن الحق والهدى { مِمَّنْ ٱتَّبَعَ هَوَاهُ } بالكفر والشرك وعبادة الأوثان { بِغَيْرِ هُدىً مِّنَ ٱللَّهِ } بغير حجة وبيان من الله { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي } لا يرشد إلى دينه { ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ } المشركين أبا جهل وأصحابه { وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ ٱلْقَوْلَ } بيّنا لهم بالقرآن بالتوحيد { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } لكي يتعظوا بالقرآن فيؤمنوا { ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ } أعطيناهم علم التوراة { مِن قَبْلِهِ } من قبل مجيء محمد عليه الصلاة والسلام والقرآن يعني عبد الله بن سلام وأصحابه نحو أربعين رجلاً منهم من جاء من الشام ومنهم من جاء من اليمن { هُم بِهِ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { يُؤْمِنُونَ } يوقنون { وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ } يقرأ عليهم القرآن بنعت محمد صلى الله عليه وسلم وصفته { قَالُوۤاْ آمَنَّا بِهِ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { إِنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّنَآ إنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ } من قبل قراءة القرآن علينا { مُسْلِمِينَ } مقرين بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { أُوْلَـٰئِكَ } أهل هذه الصفة { يُؤْتُونَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ } يعطون ثوابهم ضعفين { بِمَا صَبَرُواْ } على أذى الكفار وطعنهم متى بينوا صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته في كتابهم ودخلوا في دين محمد عليه الصلاة والسلام { وَيَدْرَءُونَ بِٱلْحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ } يدفعون بالكلام الحسن بلا إله إلا الله الكلام القبيح الشرك من غيرهم { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ } أعطيناهم من الأموال { يُنفِقُونَ } يتصدقون { وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغْوَ } الباطل يعني طعنة الكفار عليهم { أَعْرَضُواْ عَنْهُ } كراماً { وَقَالُواْ } معروفاً { لَنَآ أَعْمَالُنَا } عبادة الله ودين الإسلام { وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ } عليكم أعمالكم عبادة الأوثان ودين الشيطان الشرك بالله { سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ } هداكم الله { لاَ نَبْتَغِي ٱلْجَاهِلِينَ } لا نطلب دين المشركين بالله { إِنَّكَ } يا محمد { لاَ تَهْدِي } لا تعرف { مَنْ أَحْبَبْتَ } إيمانه يعني أبا طالب { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي } يوفق ويرشد ويعرف { مَن يَشَآءُ } لدينه أبا بكر وعمر وأصحابهما { وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ } لدينه { وَقَالُواْ } حارث بن عمرو النوفلي وأصحابه { إِن نَّتَّبِعِ ٱلْهُدَىٰ } التوحيد { مَعَكَ } يا محمد { نُتَخَطَّفْ } نطرد { مِنْ أَرْضِنَآ } مكة { أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ } ننزلهم ونجعل لهم { حَرَماً آمِناً } من أن يهاج فيه { يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ } يحمل إليه ألوان كل شيء من الثمرات { رِّزْقاً مِّن لَّدُنَّا } طعاماً لهم من عندنا فكيف أسلط عليهم الكفار إن آمنوا { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } ذلك ولا يصدقون { وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ } من أهل قرية { بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا } كفرت بمعيشتها { فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ } منازلهم { لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ } من بعد هلاكهم { إِلاَّ قَلِيلاً } منها يسكنها المسافرون وسائرها خراب { وَكُنَّا نَحْنُ ٱلْوَارِثِينَ } المالكين على ما ملكوا وتركوا بعد هلاكهم.