خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ حَتَّىٰ يَبْعَثَ فِيۤ أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي ٱلْقُرَىٰ إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ
٥٩
وَمَآ أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ
٦٠
أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاَقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ مِنَ ٱلْمُحْضَرِينَ
٦١
وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ
٦٢
قَالَ ٱلَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ رَبَّنَا هَـٰؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ أَغْوَيْنَآ أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَآ إِلَيْكَ مَا كَانُوۤاْ إِيَّانَا يَعْبُدُونَ
٦٣
وَقِيلَ ٱدْعُواْ شُرَكَآءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُمْ وَرَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُواْ يَهْتَدُونَ
٦٤
وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَآ أَجَبْتُمُ ٱلْمُرْسَلِينَ
٦٥
فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ ٱلأَنبَـآءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لاَ يَتَسَآءَلُونَ
٦٦
فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَعَسَىٰ أَن يَكُونَ مِنَ ٱلْمُفْلِحِينَ
٦٧
-القصص

تفسير القرآن

{ وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ } أهل القرى { حَتَّىٰ يَبْعَثَ فِيۤ أُمِّهَا } في أعظمها مكة ويقال إلى عظمائها وكبرائها { رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا } بالأمر والنهي { وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي ٱلْقُرَىٰ } أهل القرى { إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ } مشركون { وَمَآ أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ } ما أعطيتم من المال والخدم يا معشر قريش { فَمَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } كمتاع الحياة الدنيا الخزف والزجاج { وَزِينَتُهَا } زهرتها لا تبقى هذه الزهرة { وَمَا عِندَ ٱللَّهِ } لمحمد وأصحابه في الجنة { خَيْرٌ } أفضل { وَأَبْقَىٰ } أدوم مما لكم في الدنيا { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أفليس لكم ذهن الإنسانية إن الدنيا فانية والآخرة باقية { أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً } يعني الجنة وهو محمد عليه الصلاة والسلام وأصحابه ويقال هو عثمان بن عفان { فَهُوَ لاَقِيهِ } معاينه في الآخرة { كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } أعطيناه المال والخدم في الدنيا يعني أبا جهل بن هشام { ثُمَّ هُوَ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ مِنَ ٱلْمُحْضَرِينَ } من المعذبين في النار { وَيَوْمَ } وهو يوم القيامة { يُنَادِيهِمْ } الله يعني أبا جهل وأصحابه { فَيَقُولُ } الله عز وجل { أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } تعبدون وتقولون إنهم شركائي { قَالَ ٱلَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ } وجب عليهم { ٱلْقَوْلُ } بالسخط والعذاب وهم الرؤساء { رَبَّنَا } يا ربنا { هَـٰؤُلاۤءِ } السفلة { ٱلَّذِينَ أَغْوَيْنَآ } أضللنا { أَغْوَيْنَاهُمْ } أضللناهم عن الحق والهدى { كَمَا غَوَيْنَا } ضللنا عن الحق والهدى { تَبَرَّأْنَآ إِلَيْكَ } منهم { مَا كَانُوۤاْ إِيَّانَا يَعْبُدُونَ } بأمرنا { وَقِيلَ ٱدْعُواْ شُرَكَآءَكُمْ } آلهتكم حتى يمنعوكم من عذاب الله { فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُمْ } فلم يجيبوهم برفع عذاب الله عنهم { وَرَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ } القادة والسفلة { لَوْ أَنَّهُمْ كَانُواْ يَهْتَدُونَ } تمنوا لو أنهم كانوا في الدنيا على الحق والهدى { وَيَوْمَ } وهو يوم القيامة { يُنَادِيهِمْ } الكفار { فَيَقُولُ } الله لهم { مَاذَآ أَجَبْتُمُ ٱلْمُرْسَلِينَ } بما دعوكم { فَعَمِيَتْ } فالتبست { عَلَيْهِمُ ٱلأَنبَـآءُ } الأخبار والإجابة { يَوْمَئِذٍ } يوم القيامة { فَهُمْ لاَ يَتَسَآءَلُونَ } لا يجيبون { فَأَمَّا مَن تَابَ } من الكفر { وَآمَنَ } بالله { وَعَمِلَ صَالِحاً } خالصاً فيما بينه وبين ربه { فَعَسَىٰ } وعسى من الله واجب { أَن يَكُونَ مِنَ ٱلْمُفْلِحِينَ } من الناجين من السخط والعذاب.