خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَتِلْكَ ٱلأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَآ إِلاَّ ٱلْعَالِمُونَ
٤٣
خَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ
٤٤
ٱتْلُ مَا أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ إِنَّ ٱلصَّلاَةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
٤٥
وَلاَ تُجَادِلُوۤاْ أَهْلَ ٱلْكِتَابِ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ وَقُولُوۤاْ آمَنَّا بِٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَـٰهُنَا وَإِلَـٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
٤٦
وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ فَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَـٰؤُلاۤءِ مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ إِلاَّ ٱلْكَافِرونَ
٤٧
وَمَا كُنتَ تَتْلُواْ مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لاَّرْتَابَ ٱلْمُبْطِلُونَ
٤٨
بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ إِلاَّ ٱلظَّالِمُونَ
٤٩
وَقَالُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا ٱلآيَاتُ عِندَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
٥٠
-العنكبوت

تفسير القرآن

{ وَتِلْكَ ٱلأَمْثَالُ } هذه الأمثال { نَضْرِبُهَا } نبينها { لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَآ } يعني أمثال القرآن { إِلاَّ ٱلْعَالِمُونَ } بالله الموحدون { خَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ } للحق لا للباطل { إِنَّ فِي ذٰلِكَ } فيما ذكرته من الأمثال { لآيَةً } لعبرة { لِّلْمُؤْمِنِينَ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { ٱتْلُ مَا أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِنَ ٱلْكِتَابِ } يقول اقرأ عليهم يا محمد ما أنزل إليك جبريل به يعني القرآن { وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ } أتم الصلوات الخمس { إِنَّ ٱلصَّلاَةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ } المعاصي { وَٱلْمُنْكَرِ } ما لا يعرف في شريعة ولا سنة ما دام الرجل فيها فهي تمنعه عن ذلك { وَلَذِكْرُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ } يقول ذكر الله إياكم بالمغفرة والثواب أكبر من ذكركم إياه بالصلاة { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ } من الخير والشر { وَلاَ تُجَادِلُوۤاْ أَهْلَ ٱلْكِتَابِ } لا تخاصموا اليهود والنصارى { إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } يعني بالقرآن { إِلاَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ } من وفد بني نجران بالملاعنة { وَقُولُوۤاْ آمَنَّا بِٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْنَا } يعني القرآن { وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ } يعني التوارة والإنجيل { وَإِلَـٰهُنَا وَإِلَـٰهُكُمْ وَاحِدٌ } بلا ولد ولا شريك { وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } مخلصون له بالعبادة والتوحيد مقرون به { وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ } يقول هكذا أنزلنا إليك جبريل بالكتاب لتقرأ عليهم ما فيه من الأمر والنهي والأمثال { فَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ } أعطيناهم علم التوراة عبد الله بن سلام وأصحابه { يُؤْمِنُونَ بِهِ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَمِنْ هَـٰؤُلاۤءِ } من أهل مكة { مَن يُؤْمِنُ بِهِ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { إِلاَّ ٱلْكَافِرونَ } كعب وأصحابه وأبو جهل وأصحابه { وَمَا كُنتَ تَتْلُواْ } تقرأ { مِن قَبْلِهِ } من قبل القرآن { مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ } لا تكتبه { بِيَمِينِكَ إِذاً } لو كنت قارئاً أو كاتباً { لاَّرْتَابَ ٱلْمُبْطِلُونَ } لشك اليهود والنصارى والمشركون لأن في كتابهم أنك أمي لا تقرأ ولا تكتب { بَلْ هُوَ } يعني نعتك وصفتك { آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ } علامات بينات علمها { فِي صُدُورِ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ } أعطوا العلم بالتوراة ويقال بل هو يعني القرآن آيات بينات مبينات بالحلال والحرام والأمر والنهي في صدور الذين أوتوا العلم أعطوا العلم بالقرآن { وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { إِلاَّ ٱلظَّالِمُونَ } الكافرون واليهود والنصارى والمشركون { وَقَالُواْ } وقالت اليهود والنصارى والمشركون { لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ } هلا أنزل على محمد { آيَاتٌ } علامات { مِّن رَّبِّهِ } كما أنزل على موسى وعيسى { قُلْ } لهم يا محمد { إِنَّمَا ٱلآيَاتُ عِندَ ٱللَّهِ } إنما العلامات من عند الله تجيء { وَإِنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ } رسول مخوف { مُّبِينٌ } بلغة تعلمونها.