{أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ} أهل مكة يا محمد آية لنبوتك {أَنَّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ} جبريل بالقرآن {يُتْلَىٰ} يقرأ {عَلَيْهِمْ} بالأمر والنهي وأخبار الأمم {إِنَّ فِي ذٰلِكَ} في الذي أنزلت إليك جبريل به يعني القرآن {لَرَحْمَةً} من العذاب لمن آمن به {وَذِكْرَىٰ} موعظة {لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن {قُلْ} لهم يا محمد {كَفَىٰ بِٱللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً} بأني رسوله {يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ} من الخلق {وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱلْبَاطِلِ} بالشيطان {وَكَفَرُواْ بِٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ} المغبونون بالعقوبة يعني أبا جهل وأصحابه {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ} يا محمد {بِٱلْعَذَابِ وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُّسَمًّى} وقت معلوم {لَّجَآءَهُمُ ٱلْعَذَابُ} قبل وقته {وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً} فجأة {وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} بنزوله {يَسْتَعْجِلُونَكَ} يا محمد {بِٱلْعَذَابِ} في الدنيا {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ} ستحيط {بِٱلْكَافِرِينَ} وهي تجمعهم جميعاً {يَوْمَ يَغْشَاهُمُ} يأخذهم {ٱلْعَذَابُ مِن فَوْقِهِمْ} من فوق رؤوسهم {وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} إذا ألقوا في النار {وَيِقُولُ} لهم {ذُوقُواْ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} بما كنتم تعملون وتقولون في الكفر {يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ} بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن يعني أبا بكر وعمر وعثمان وعلياً وأصحابهم {إِنَّ أَرْضِي} أرض المدينة {وَاسِعَةٌ} آمنة فاخرجوا إليها {فَإِيَّايَ فَٱعْبُدُونِ} فأطيعوني {كُلُّ نَفْسٍ} منفوسة {ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ} تذوق الموت {ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} بعد الموت فيجزيكم بأعمالكم {وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ} بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن {وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ} الطاعات فيما بينهم وبين ربهم {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِّنَ ٱلْجَنَّةِ} لننزلنهم في الجنة {غُرَفَاً} علالي {تَجْرِي مِن تَحْتِهَا} من تحت شجرها ومساكنها {ٱلأَنْهَارُ} أنهار الخمر والماء والعسل واللبن {خَالِدِينَ فِيهَا} مقيمين في الجنة {نِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ} ثواب العاملين {ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ} على أمر الله والمرازي {وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} لا على غيره فلما أمرهم الله بالهجرة إلى المدينة قالوا ليس لنا بها أحد يؤوينا ويطعمنا ويسقينا فقال {وَكَأَيِّن} وكم {مِّن دَآبَّةٍ لاَّ تَحْمِلُ رِزْقَهَا} لغد إلا النملة فإنها تجمع لسنة {ٱللَّهُ يَرْزُقُهَا} من تحمل ومن لا تحمل {وَإِيَّاكُمْ} يا معشر المؤمنين {وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ} لمقالتكم من يرزقنا {ٱلْعَلِيمُ} بأرزاقكم يعلم من أين يرزقكم {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ} يعني كفار مكة {مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَسَخَّرَ} ذلل {ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ} كفار مكة {ٱللَّهُ} خلق سخر وذلل {فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ} فمن أين يكذبون على الله.