خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱللَّهُ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
٦٢
وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّن نَّزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَحْيَا بِهِ ٱلأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ
٦٣
وَمَا هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَآ إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ ٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ لَهِيَ ٱلْحَيَوَانُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ
٦٤
فَإِذَا رَكِبُواْ فِي ٱلْفُلْكِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ
٦٥
لِيَكْفُرُواْ بِمَآ آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ يَعلَمُونَ
٦٦
أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ ٱلنَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِٱلْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ يَكْفُرُونَ
٦٧
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِٱلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ
٦٨
وَٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ
٦٩
-العنكبوت

تفسير القرآن

{ ٱللَّهُ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ } يوسع المال على من يشاء من عباده وهو مكر منه { وَيَقْدِرُ لَهُ } يقتر على من يشاء من عباده وهو نظر منه { إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ } من البسط والتقدير { عَلِيمٌ*وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ } يعني كفار مكة { مَّن نَّزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً } مطراً { فَأَحْيَا بِهِ } بالمطر { ٱلأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا } قحطها ويبوستها { لَيَقُولُنَّ } كفار مكة { ٱللَّهُ } نزل ذلك { قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } الشكر لله على ذلك { بَلْ أَكْثَرُهُمْ } كلهم { لاَ يَعْقِلُونَ } لا يعلمون ولا يصدقون بذلك { وَمَا هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَآ } ما في الحياة الدنيا من الزهرة والنعيم { إِلاَّ لَهْوٌ } فرح { وَلَعِبٌ } باطل لا يبقى { وَإِنَّ ٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ } يعني الجنة { لَهِيَ ٱلْحَيَوَانُ } الحياة لا يموت أهلها { لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } يصدقون ولكن لا يعلمون ولا يصدقون بذلك { فَإِذَا رَكِبُواْ فِي ٱلْفُلْكِ } في السفينة يعني كفار مكة { دَعَوُاْ ٱللَّهَ } بالنجاة { مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ } مفردين له الدعوة { فَلَمَّا نَجَّاهُمْ } من البحر { إِلَى ٱلْبَرِّ } إلى القرار { إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } بالله الأوثان { لِيَكْفُرُواْ بِمَآ آتَيْنَاهُمْ } حتى يكفروا بما أعطيناهم من النعيم { وَلِيَتَمَتَّعُواْ } يعيشوا في كفرهم { فَسَوْفَ يَعلَمُونَ } ماذا يفعل بهم عند نزول العذاب بهم { أَوَلَمْ يَرَوْاْ } كفار مكة { أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً } من أن يهاج فيه { وَيُتَخَطَّفُ ٱلنَّاسُ } يطرد ويذهب الناس { مِنْ حَوْلِهِمْ } يطردهم ويذهب بهم عدوهم فلا يدخل عليهم في الحرم { أَفَبِٱلْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ } أفبالشيطان والأصنام يصدقون { وَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ } التي أعطاهم في الحرم وبوحدانية الله { يَكْفُرُونَ وَمَنْ أَظْلَمُ } أعتى وأجرأ على الله { مِمَّنْ ٱفْتَرَىٰ } اختلق { عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } فجعل له ولداً وشريكاً { أَوْ كَذَّبَ بِٱلْحَقِّ } أو كذب بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { لَمَّا جَآءَهُ } حين جاءه محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن { أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى } منزل { لِّلْكَافِرِينَ } لأبي جهل وأصحابه { وَٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا } في طاعتنا قال ابن عباس في قول الله { لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } أي من عمل بما علم لنوفقنهم لما لا يعلمون ويقال لنهدينهم سبلنا لنكرمنهم بالطبع والطوع والحلاوة ويقال لنهدينهم سبلنا لنوفقنهم لطاعتنا { وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ } معين المحسنين بالقول والفعل بالتوفيق والعصمة.