خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

هُمْ دَرَجَـٰتٌ عِندَ ٱللَّهِ وٱللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ
١٦٣
لَقَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ
١٦٤
أَوَلَمَّآ أَصَـٰبَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَـٰذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
١٦٥
وَمَآ أَصَابَكُمْ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ ٱللَّهِ وَلِيَعْلَمَ ٱلْمُؤْمِنِينَ
١٦٦
وَلِيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَوِ ٱدْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ
١٦٧
ٱلَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ
١٦٨
وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ
١٦٩
-آل عمران

تفسير القرآن

{ هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ ٱللَّهِ } يقول لهم درجات عند الله في الجنة لمن ترك الغلول ودركات لمن غل { وٱللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ } من الغلول وغيره ثم ذكر منته عليهم فقال { لَقَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ } إليهم { رَسُولاً } آدمياً معروف النسب { مِّنْ أَنْفُسِهِمْ } قرشياً عربياً مثلهم { يَتْلُواْ } يقرأ { عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ } القرآن بالأمر والنهي { وَيُزَكِّيهِمْ } يطهرهم بالتوحيد في الشرك ويأخذ الزكاة من الذنوب { وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَابَ } القرآن { وَٱلْحِكْمَةَ } الحلال والحرام { وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ } وقد كانوا من قبل مجيء محمد والقرآن { لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ } لفي كفر بيِّن ثم ذكر مصيبتهم يوم أحد فقال { أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ } يقول حين أصابتكم مصيبة يوم أحد { قَدْ أَصَبْتُمْ } أهل مكة يوم بدر { مِّثْلَيْهَا } مثلما أصابكم يوم أحد { قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَـٰذَا } من أين أصابنا هذا ونحن له مسلمون { قُلْ } يا محمد { هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ } بذنب أنفسكم بترككم المركز { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من العقوبة وغيرها { قَدِيرٌ. وَمَآ أَصَابَكُمْ } الذي أصابكم من القتل والجراحة { يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ } جمع محمد وجمع أبي سفيان { فَبِإِذْنِ ٱللَّهِ } فبإرادته وقضائه { وَلِيَعْلَمَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } لكي يرى المؤمنين في الجهاد { وَلِيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ } لكي يرى المنافقين عبد الله بن أبي وأصحابه في رجوعهم إلى المدينة { وَقِيلَ لَهُمْ } قال لهم عبد الله بن جبير { تَعَالَوْاْ } إلى أحد { قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَوِ ٱدْفَعُواْ } العدو عن حريمكم وذريتكم أو كثروا المؤمنين { قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ } ثم { قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ } إلى أحد { هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ } والمؤمنين ويقال رجوعهم إلى الكفر والكفار يومئذ أقرب من رجوعهم إلى الإيمان والمؤمنين { يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم } بألسنتهم { مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ } صدق ذلك { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ } من الكفر والنفاق هم { ٱلَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ } المنافقين بالمدينة { وَقَعَدُواْ } عن الجهاد { لَوْ أَطَاعُونَا } يعنون محمداً وأصحابه بالقعود في المدينة { مَا قُتِلُوا } في غزاتهم { قُلْ } يا محمد للمنافقين { فَادْرَءُوا } ادفعوا { عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ } في مقالتكم { وَلاَ تَحْسَبَنَّ } لا تظنن { ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } يوم بدر ويوم أحد { أَمْوَاتاً } كسائر الأموات { بَلْ أَحْيَاءٌ } بل هم كالأحياء { عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } التحف.