{هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ ٱللَّهِ} يقول لهم درجات عند الله في الجنة لمن ترك الغلول ودركات لمن غل {وٱللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} من الغلول وغيره ثم ذكر منته عليهم فقال {لَقَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ} إليهم {رَسُولاً} آدمياً معروف النسب {مِّنْ أَنْفُسِهِمْ} قرشياً عربياً مثلهم {يَتْلُواْ} يقرأ {عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ} القرآن بالأمر والنهي {وَيُزَكِّيهِمْ} يطهرهم بالتوحيد في الشرك ويأخذ الزكاة من الذنوب {وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَابَ} القرآن {وَٱلْحِكْمَةَ} الحلال والحرام { وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ} وقد كانوا من قبل مجيء محمد والقرآن {لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} لفي كفر بيِّن ثم ذكر مصيبتهم يوم أحد فقال {أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ} يقول حين أصابتكم مصيبة يوم أحد {قَدْ أَصَبْتُمْ} أهل مكة يوم بدر {مِّثْلَيْهَا} مثلما أصابكم يوم أحد {قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَـٰذَا} من أين أصابنا هذا ونحن له مسلمون {قُلْ} يا محمد {هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ} بذنب أنفسكم بترككم المركز {إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ} من العقوبة وغيرها {قَدِيرٌ. وَمَآ أَصَابَكُمْ} الذي أصابكم من القتل والجراحة {يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ} جمع محمد وجمع أبي سفيان {فَبِإِذْنِ ٱللَّهِ} فبإرادته وقضائه {وَلِيَعْلَمَ ٱلْمُؤْمِنِينَ} لكي يرى المؤمنين في الجهاد {وَلِيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ} لكي يرى المنافقين عبد الله بن أبي وأصحابه في رجوعهم إلى المدينة {وَقِيلَ لَهُمْ} قال لهم عبد الله بن جبير {تَعَالَوْاْ} إلى أحد {قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَوِ ٱدْفَعُواْ} العدو عن حريمكم وذريتكم أو كثروا المؤمنين {قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ} ثم {قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ} إلى أحد {هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ} والمؤمنين ويقال رجوعهم إلى الكفر والكفار يومئذ أقرب من رجوعهم إلى الإيمان والمؤمنين {يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم} بألسنتهم {مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} صدق ذلك {وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ} من الكفر والنفاق هم {ٱلَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ} المنافقين بالمدينة {وَقَعَدُواْ} عن الجهاد {لَوْ أَطَاعُونَا} يعنون محمداً وأصحابه بالقعود في المدينة {مَا قُتِلُوا} في غزاتهم {قُلْ} يا محمد للمنافقين {فَادْرَءُوا} ادفعوا {عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ} في مقالتكم {وَلاَ تَحْسَبَنَّ} لا تظنن {ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ} يوم بدر ويوم أحد {أَمْوَاتاً} كسائر الأموات {بَلْ أَحْيَاءٌ} بل هم كالأحياء {عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} التحف.