{فَرِحِينَ} معجبين {بِمَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ} بما أعطاهم الله {مِن فَضْلِهِ} من كرامته {وَيَسْتَبْشِرُونَ} بعضهم ببعض {بِٱلَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ} من إخوانهم الذين في الدنيا أن يلحقوا بهم لأن الله بشرهم بذلك {أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} إذا خاف غيرهم {وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} إذا حزن غيرهم {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ} بثواب من الله {وَفَضْلٍ} وكرامة {وَأَنَّ ٱللَّهَ لاَ يُضِيعُ} لا يبطل {أَجْرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ} في الجهاد بما يصيبهم في الجهاد ثم ذكر موافاتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر الصغرى فقال {ٱلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ للَّهِ} أجابوا لله بالطاعة {وَٱلرَّسُولِ} بالموافاة إلى بدر الصغرى {مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ ٱلْقَرْحُ} الجرح يوم أحد {لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ} وافوا {مِنْهُمْ} مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر الصغرى {وَٱتَّقَواْ} معصية الله ومخالفة الرسول {أَجْرٌ عَظِيمٌ} ثواب وافر في الجنة. ونزل فيهم أيضاً {ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ} نعيم بن مسعود الأشجعي {إِنَّ ٱلنَّاسَ} أبا سفيان وأصحابه {قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ} باللطيمة، واللطيمة سوق في قرب مكة {فَٱخْشَوْهُمْ} بالخروج إليهم {فَزَادَهُمْ إِيمَاناً} جراءة بالخروج إليهم {وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ} ثقتنا بالله {وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ} الكفيل بالنصرة {فَٱنْقَلَبُواْ} رجعوا {بِنِعْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ} بثواب من الله {وَفَضْلٍ} ربح مما تسوقوا به من السوق ويقال غنيمة {لَّمْ يَمْسَسْهُمْ} لم يصبهم في الذهاب والمجيء {سُوۤءٌ} قتال وهزيمة {وَٱتَّبَعُواْ رِضْوَانَ ٱللَّهِ} في الموافاة مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر الصغرى {وَٱللَّهُ ذُو فَضْلٍ} ذو منّ {عَظِيمٍ} بدفع العدو عنهم {إِنَّمَا ذٰلِكُمُ ٱلشَّيْطَانُ} الذي خوفكم الشيطان يعني نعيم بن مسعود سماه الله شيطاناً لأنه كان تابعاً للشيطان ولوسوسته {يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} يقول يخوفكم بأوليائه الكفار {فَلاَ تَخَافُوهُمْ} بالخروج {وَخَافُونِ} بالجلوس {إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ} إذ كنتم مصدقين بإحيائه ثم ذكر مسارعة المنافقين في الولاية مع اليهود فقال {وَلاَ يَحْزُنكَ} يا محمد ولا يغمك {ٱلَّذِينَ يُسَارِعُونَ} يبادرون {فِي ٱلْكُفْرِ} أي مسارعة المنافقين في الولاية مع اليهود {إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ} لن ينقصوا الله بمسارعتهم في الولاية مع اليهود {شَيْئاً يُرِيدُ ٱللَّهُ} أراد الله {أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ} لليهود المنافقين {حَظّاً} نصيباً {فِي ٱلآخِرَةِ } في الجنة {وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} شديد أشد ما يكون {إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلْكُفْرَ بِٱلإِيمَانِ} اختاروا الكفر على الإيمان هم المنافقون {لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ} لن ينقصوا لله باختيارهم الكفر {شَيْئاً وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} وجيع يخلص وجعه إلى قلوبهم ثم ذكر إمهاله لهم في الكفر فقال {وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ} لا يظنن اليهود {أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ} نمهلهم ونعطيهم من الأموال والأولاد {خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ} ونعطيهم من الأموال والأولاد {لِيَزْدَادُوۤاْ إِثْمَاً} ذنباً في الدنيا ودركات في الآخرة {وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ} يهانون به يوماً فيوماً وساعة بعد ساعة ويقال شديد ويقال نزلت من قوله {وَلاَ يَحْزنكَ} إلى ههنا في مشركي أهل مكة يوم أحد ثم ذكر مقالة المشركين لمحمد أنت تقول لنا منكم كافر ومنكم مؤمن فبين لنا يا محمد من يؤمن منا ومن لا يؤمن.