خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ ٱلأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ ٱفْتَدَىٰ بِهِ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ
٩١
لَن تَنَالُواْ ٱلْبِرَّ حَتَّىٰ تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ
٩٢
كُلُّ ٱلطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ ٱلتَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِٱلتَّوْرَاةِ فَٱتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
٩٣
فَمَنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ
٩٤
قُلْ صَدَقَ ٱللَّهُ فَٱتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ
٩٥
إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ
٩٦
فِيهِ ءَايَٰتٌ بَيِّنَـٰتٌ مَّقَامُ إِبْرَٰهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَللَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلْبَيْتِ مَنِ ٱسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱلله غَنِيٌّ عَنِ ٱلْعَٰلَمِينَ
٩٧
-آل عمران

تفسير القرآن

{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ } بالله والرسول { وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ } بالله والرسول { فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ ٱلأَرْضِ } وزن الأرض { ذَهَباً وَلَوِ ٱفْتَدَىٰ بِهِ } يقول لو فادوا به لتبقية أنفسهم لا يقبل منهم { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } وجيع يخلص وجعه إلى قلوبهم { وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ } من مانعين من عذاب الله نزلت من قوله { { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً } [أَل عمران: 85] إلى ههنا في عشرة نفر من المنافقين طعمة وأصحابه رجعوا من المدينة إلى مكة مرتدين عن دينهم الإسلام فمات بعضهم على ذلك وقتل بعضهم على ذلك وأسلم بعضهم بعد ذلك ثم حث المؤمنين على النفقة في سبيل الله فقال { لَن تَنَالُواْ ٱلْبِرَّ } يعني ما عند الله من الثواب والكرامة والجنة حتى تنفقوا مما تحبون من المال ويقال لن تنالوا البر لن تبلغوا إلى التوكل والتقوى { حَتَّىٰ تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُواْ مِن شَيْءٍ } شيئاً من المال { فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ } وبنياتكم { عَلِيمٌ } يقول أي شيء تريدون به وجه الله أو مدحة الناس { كُلُّ ٱلطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } كل طعام حلال اليوم على محمد وأمته كان حلالاً على بني إسرائيل أولاد يعقوب { إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ } يعقوب { عَلَىٰ نَفْسِهِ } بالنذر { مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ ٱلتَّوْرَاةُ } من قبل نزول التوراة على موسى حرم يعقوب لحم الإبل وألبانها على نفسه فلما نزلت هذه الآية سأل النبي صلى الله عليه وسلم اليهود فقال ما الذي حرم إسرائيل على نفسه من الطعام فقالوا ما حرم إسرائيل على نفسه شيئاً من الطعام وكل ما هو اليوم حرام علينا من نحو لحم الإبل وألبانها وشحوم البقر والغنم وغير ذلك كان حراماً على كل نبي من آدم إلى موسى صلوات الله عليهم وتستحلونه أنتم وادعوا تحريم ذلك في التوراة فقال الله لمحمد صلى الله عليه وسلم { قُلْ } لهم { فَأْتُواْ بِٱلتَّوْرَاةِ فَٱتْلُوهَا } فاقرؤوا تحريم ما ادعيتم فيها { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } فيما تدعون فلم يأتوا بالتوراة وعلموا أنهم كانوا كاذبين ليس فيها ما يقولون فقال الله { فَمَنِ ٱفْتَرَىٰ } اختلق { عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ } من بعد البيان في التوراة أنهم كاذبون { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } الكافرون الكاذبون على الله { قُلْ } يا محمد { صَدَقَ ٱللَّهُ } في قوله { { مَا كَانَ إبْرَاهِيم يَهُودِياً وَلاَ نصْرَانِياً } [أَل عمران: 67] ويقال قل يا محمد صدق الله فيما قال من التحريم والتحليل { فَٱتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ } دين إبراهيم { حَنِيفاً } يعني مسلماً { وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } على دينهم { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ } مسجد { وُضِعَ لِلنَّاسِ } بني للمؤمنين { لَلَّذِي بِبَكَّةَ } يقول الذي هو ببكة، وبكة هو موضع الكعبة وإنما سمي بكة لأن الناس يبكون بعضهم على بعض من الزحام في الطواف { مُبَارَكاً } يعني موضع الكعبة فيه المغفرة والرحمة { وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ } قبلة لكل نبي ورسول وصديق ومؤمن { فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ } علامات مبينات وله { مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ } وحطيم إسماعيل والحجر الأسود { وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً } من أن يهاج فيه { وَللَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ } على المؤمنين { حِجُّ ٱلْبَيْتِ } الذهاب إلى البيت { مَنِ ٱسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً } بلاغاً وسيراً بالزاد والراحلة وترك النفقة لعياله إلى أن يرجع { وَمَن كَفَرَ } بالله وبمحمد والقرآن وبفريضة الحج { فَإِنَّ ٱلله غَنِيٌّ عَنِ ٱلْعَالَمِينَ } عن إيمانهم وحجهم.