خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

بَلِ ٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ أَهْوَآءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ ٱللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ
٢٩
فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ٱللَّهِ ذَلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ
٣٠
مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَٱتَّقُوهُ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ
٣١
مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ
٣٢
وَإِذَا مَسَّ ٱلنَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْاْ رَبَّهُمْ مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَآ أَذَاقَهُمْ مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ
٣٣
لِيَكْفُرُواْ بِمَآ آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ
٣٤
أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُواْ بِهِ يُشْرِكُونَ
٣٥
وَإِذَآ أَذَقْنَا ٱلنَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُواْ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ
٣٦
-الروم

تفسير القرآن

{ بَلِ ٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ } كفروا اليهود والنصارى والمشركون { أَهْوَآءَهُمْ } أي ما هم عليه من اليهودية والنصرانية والشرك { بِغَيْرِ عِلْمٍ } بلا علم ولا حجة { فَمَن يَهْدِي } فمن يرشد إلى دين الله { مَنْ أَضَلَّ ٱللَّهُ } عن دينه { وَمَا لَهُمْ } لليهود والنصارى والمشركين { مِّن نَّاصِرِينَ } من مانعين من عذاب الله { فَأَقِمْ وَجْهَكَ } نفسك وعملك { لِلدِّينِ حَنِيفاً } مسلماً يقول أخلص دينك وعملك لله واستقم على دين الإسلام { فِطْرَتَ ٱللَّهِ } دين الله { ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيْهَا } التي خلق الناس عليها في بطون أمهاتهم ويقال اتبع يوم الميثاق { لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ٱللَّهِ } لا تبديل لدين الله { ذَلِكَ } هو { ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ } الحق المستقيم { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ } أهل مكة { لاَ يَعْلَمُونَ } أن دين الحق هو الإسلام { مُنِيبِينَ إِلَيْهِ } كونوا مؤمنين أي مقبلين إليه بالطاعة { وَٱتَّقُوهُ } وأطيعوه فيما أمركم { وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ } أتموا الصلوات الخمس { وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } مع المشركين على دينهم { مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ } تركوا دين الإسلام { وَكَانُواْ شِيَعاً } صاروا فرقاً اليهود والنصارى وسائر أهل الملل { كُلُّ حِزْبٍ } كل أهل دين { بِمَا لَدَيْهِمْ } بما عندهم من الدين { فَرِحُونَ } معجبون يرون أنه حق { وَإِذَا مَسَّ } أصاب { ٱلنَّاسَ } كفار مكة { ضُرٌّ } شدة { دَعَوْاْ رَبَّهُمْ } برفع الشدة { مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ } مقبلين بالدعاء إليه { ثُمَّ إِذَآ أَذَاقَهُمْ } أصابهم { مِّنْهُ } من الله { رَحْمَةً } نعمة { إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ } يعني الكفار { بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ } يعدلون به الأصنام { لِيَكْفُرُواْ } حتى يكفروا { بِمَآ آتَيْنَاهُمْ } أعطيناهم من النعمة { فَتَمَتَّعُواْ } فعيشوا يا أهل مكة في الدنيا { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } ماذا يفعل بكم في الآخرة { أَمْ أَنزَلْنَا } هل أنزلنا { عَلَيْهِمْ } على أهل مكة { سُلْطَاناً } كتاباً فيه العذر والبرهان من السماء { فَهُوَ يَتَكَلَّمُ } يشهد وينطق { بِمَا كَانُواْ بِهِ } بالله { يُشْرِكُونَ } يعدلون أن الله أمرهم بذلك { وَإِذَآ أَذَقْنَا ٱلنَّاسَ } أصبنا كفار مكة بـ { رَحْمَةً } نعمة { فَرِحُواْ بِهَا } أي أعجبوا بها غير شاكرين بها { وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ } شدة ضيق وقحط ومرض { بِمَا قَدَّمَتْ } بما عملت { أَيْدِيهِمْ } في الشرك { إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ } ييأسون من رحمة الله غير صابرين بها.