{وَقَالُوۤاْ} يعني أبا جهل وأصحابه {أَءِذَا ضَلَلْنَا} هلكنا {فِي ٱلأَرْضِ} بعد الموت {أَءِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} تجدد بعد الموت هذا ما لا يكون {بَلْ هُم بِلَقَآءِ رَبِّهِمْ} بالبعث بعد الموت {كَافِرُونَ} جاحدون {قُلْ} لهم يا محمد {يَتَوَفَّاكُم} يقبض أرواحكم {مَّلَكُ ٱلْمَوْتِ ٱلَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ} بقبض أرواحكم {ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} في الآخرة {وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ ٱلْمُجْرِمُونَ} المشركون {نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمْ} مطأطئوا رؤوسهم {عِندَ رَبِّهِمْ} يوم القيامة {رَبَّنَآ} يقولون يا ربنا {أَبْصَرْنَا} علمنا ما لم نعلم {وَسَمِعْنَا} أيقنا بما لم نكن به موقنين {فَٱرْجِعْنَا} حتى نؤمن بك {نَعْمَلْ صَالِحاً} خالصاً {إِنَّا مُوقِنُونَ} مقرون بك وبكتابك ورسولك وبالبعث بعد الموت {وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا} لأعطينا {كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} تقواها {وَلَـٰكِنْ حَقَّ ٱلْقَوْلُ} وجب القول {مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ} من كفار الجن والإنس {أَجْمَعِينَ} لولا ذلك لأكرمت كل نفس بالمعرفة والتوحيد {فَذُوقُواْ بِمَا نَسِيتُمْ} تركتم الإقرار والعمل {لِقَآءَ يَوْمِكُمْ} بلقاء يومكم {هَـٰذَآ إِنَّا نَسِينَاكُمْ} تركناكم في النار {وَذُوقُـواْ عَذَابَ ٱلْخُلْدِ} الدائم {بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} في الكفر {إِنَّمَا يُؤْمِنُ} يصدق {بِآيَاتِنَا} بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن {ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ} دعوا {بِهَا} إلى الصلوات الخمس بالأذان والإقامة {خَرُّواْ سُجَّداً} أتوا تواضعاً {وَسَبَّحُواْ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} صلوا بأمر ربهم {وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ} لا يتعظمون عن الإيمان بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن والصلوات الخمس في الجماعة. نزلت هذه الآية في شأن المنافقين وكانوا لا يأتون الصلاة إلا كسالى متثاقلين {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ} تتقلب جنوبهم {عَنِ ٱلْمَضَاجِعِ} عن الفراش بعد النوم بالليل لصلاة التطوع {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ} يعبدون ربهم بالصلوات الخمس ويقال ترفع جنوبهم من الفراش حتى يصلوا صلاة العشاء الأخيرة ويقال ترفع جنوبهم عن الفراش بعد النوم بالليل لصلاة التطوع {خَوْفاً} منه ومن عذابه {وَطَمَعاً} إليه وإلى رحمته {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ} أعطيناهم من المال {يُنفِقُونَ} يتصدقون به {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ} فليس تعلم أنفسهم {مَّآ أُخْفِيَ لَهُم} ما أعد لهم وما رفع لهم وما ذخر لهم {مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ} من طيبة النفس والثواب والكرامة في الجنة {جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} في الدنيا من الخيرات {أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً} مصدقاً في إيمانه وهو علي بن أبي طالب {كَمَن كَانَ فَاسِقاً} منافقاً في إيمانه وهو الوليد بن عقبة بن أبي معيط {لاَّ يَسْتَوُونَ} في الدنيا بالطاعة وفي الآخرة بالثواب والكرامة عند الله وكان بينهما كلام وتنازع حتى قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه يا فاسق ثم بيَّن مستقرهما بعد الموت فقال {أَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ} بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن {وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ} الخيرات فميا بينهم وبين ربهم {فَلَهُمْ جَنَّاتُ ٱلْمَأْوَىٰ نُزُلاً} منزلاً ثواباً لهم في الآخرة {بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} في الدنيا من الخيرات.