خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُواْ مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَٱشْكُرُواْ لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ
١٥
فَأَعْرَضُواْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ ٱلْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ
١٦
ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُواْ وَهَلْ نُجَٰزِيۤ إِلاَّ ٱلْكَفُورَ
١٧
وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ٱلْقُرَى ٱلَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا ٱلسَّيْرَ سِيرُواْ فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ
١٨
فَقَالُواْ رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ
١٩
وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَٱتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ
٢٠
وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِٱلآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفُيظٌ
٢١
-سبأ

تفسير القرآن

{ لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ } لأهل سبأ قرية في اليمن { فِي مَسْكَنِهِمْ } في منازلهم { آيَةٌ } علامة { جَنَّتَانِ } بستانان { عَن يَمِينٍ } يمين الطريق { وَشِمَالٍ } شمال الطريق وكان ثلاث عشرة قرية نحو اليمن بعث الله إليهم ثلاثة عشر نبياً فقال لهم الأنبياء { كُلُواْ مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ } من فضل ربكم من الثمار والنعيم { وَٱشْكُرُواْ لَهُ } بالتوحيد { بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ } هذه بلدة طيبة ليست بسبخة { وَرَبٌّ غَفُورٌ } لمن آمن به وتاب { فَأَعْرَضُواْ } عن الإيمان وإجابة الرسل ولم يشكروا بذلك { فَأَرْسَلْنَا } سلطاناً { عَلَيْهِمْ سَيْلَ ٱلْعَرِمِ } سيل الوادي فأهلك ما كان لهم من البساتين والبيوت والنعيم وغير ذلك والعرم واد في اليمن يقال له وادي الشجر وكان فيه مسناة يحبسون الماء في الوادي بذلك وكان لها ثلاثة أبواب بعضها أسفل من بعض فهدم الله تلك المسناة وأهلكهم بذلك الماء { وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ } اللتين هلكتا { جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ } ثمر خمط أراك { وَأَثْلٍ } طرفاء { وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ } من شجر قليل الثمر كثير الشوك { ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُمْ } أي الذي أصابهم عقوبة لهم عاقبناهم { بِمَا كَفَرُواْ } بالله وبنعمته { وَهَلْ نُجَازِيۤ } نعاقب { إِلاَّ ٱلْكَفُورَ } الكافر بالله وبنعمته { وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ } بين أهل سبأ { وَبَيْنَ } أهل { ٱلْقُرَى ٱلَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا } بالماء والشجر يعني الأردن وفلسطين { قُرًى ظَاهِرَةً } متصلة معاينة { وَقَدَّرْنَا فِيهَا } يعني القرى { ٱلسَّيْرَ } على قدر المقيل والمبيت { سِيرُواْ فِيهَا } سافروا فيها { لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ } من الجوع والعطش واللصوص فقال لهم الأنبياء بعد ذلك اشكروا نعمة ربكم لئلا يأخذها منكم كما أخذ النعمة الأولى { فَقَالُواْ رَبَّنَا } يا ربنا { بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا } مسيرنا { وَظَلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ } بالكفر والشرك وتركوا شكر ذلك { فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ } لمن بعدهم { وَمَزَّقْنَاهُمْ } مزقناهم في البلدان { كُلَّ مُمَزَّقٍ } مفرق وأهلكناهم كل مهلك { إِنَّ فِي ذَلِكَ } فيما تقدم فعلنا بهم { لآيَاتٍ } لعلامات وعبرات { لِّكُلِّ صَبَّارٍ } على الطاعة { شَكُورٍ } بنعم الله { وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ } قوله أي ظن بهم ظناً فوافق ظنه قوله { فَٱتَّبَعُوهُ } في الكفر { إِلاَّ فَرِيقاً مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } جملة المؤمنين ويقال فاتبعوه بالمعصية إلا فريقاً طائفة من المؤمنين وهم سبعون ألفاً الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب { وَمَا كَانَ لَهُ } لإبليس { عَلَيْهِمْ } على بني آدم { مِّن سُلْطَانٍ } من مقدرة ونفاذ أمر { إِلاَّ لِنَعْلَمَ } إلا بقدر ما نرى ونميز { مَن يُؤْمِنُ بِٱلآخِرَةِ } من علمت في القدم أن يؤمن بالبعث بعد الموت { مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا } من قيام الساعة { فِي شَكٍّ } ريب { وَرَبُّكَ } يا محمد { عَلَى كُلِّ شَيْءٍ } من أعمالهم { حَفُيظٌ } عليم.