{أَفْتَرَىٰ} أختلق محمد {عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَم بِهِ جِنَّةٌ} جنون قال الله تعالى {بَلِ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ} بالبعث بعد الموت {فِي ٱلْعَذَابِ} في الآخرة {وَٱلضَّلاَلِ} الخطأ {ٱلْبَعِيدِ} عن الحق والهدى في الدنيا {أَفَلَمْ يَرَوْاْ} كفار مكة {إِلَىٰ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} فوقهم وتحتهم من السماء والأرض {وَمَا خَلْفَهُمْ} فوقهم وتحتهم {مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ} نغر {بِهِمُ ٱلأَرْضَ} في الأرض {أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً} قطعاً {مِّنَ ٱلسَّمَآءِ} فنهلكهم {إِنَّ فِي ذَلِكَ} فيما ذكرت لهم من السماء والأرض {لآيَةً} لعبرة {لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ} مقبل إلى الله وإلى طاعته {وَلَقَدْ آتَيْنَا} أعطينا {دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً} ملكاً ونبوة {يَٰجِبَالُ} وقلنا يا جبال {أَوِّبِي مَعَهُ} سبحي مع داود {وَٱلطَّيْرَ} وسخرنا له الطير {وَأَلَنَّا} لينا {لَهُ ٱلْحَدِيدَ} يعمل به ما يشاء كما يعمل بالطين {أَنِ ٱعْمَلْ سَابِغَاتٍ} الدروع الواسعات {وَقَدِّرْ فِي ٱلسَّرْدِ} قدر المسمار في الحلق لا تدقق المسمار فيمور فيه ويخرج منه ولا تغلظه فيخرمه {وَٱعْمَلُواْ صَالِحاً} خالصاً {إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ} من الخير والشر {بَصِيرٌ} عالم {وَلِسُلَيْمَانَ ٱلرِّيحَ} وسخرنا لسليمان الريح {غُدُوُّهَا شَهْرٌ} يسير عليها غدوة من بيت المقدس إلى إصطخر مسيرة شهر {وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ} يسير عليها راجعاً من إصطخر إلى بيت المقدس مسيرة شهر يجيء ويذهب في يوم {وَأَسَلْنَا لَهُ} أجرينا له {عَيْنَ ٱلْقِطْرِ} الصفر المذاب يعمل به ما يشاء كما يعمل بالطين {وَمِنَ ٱلْجِنِّ} وسخرنا له من الجن {مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ} بالسخرة من البنيان وغير ذلك {بِإِذْنِ رَبِّهِ} بأمر ربه {وَمَن يَزِغْ} يمل ويعص {مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا} الذي أمرنا ويقال عن أمر سليمان {نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ} الوقود في النار ويقال كان يضربهم ملك بعمود من نار {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَآءُ مِن مَّحَارِيبَ} يعني المساجد {وَتَمَاثِيلَ} صور الملائكة والنبيين والعباد لكي ينظر إليهم الناس فيعبدوا ربهم على مثالهم {وَجِفَانٍ كَٱلْجَوَابِ} قطاع كالجواب كحياض الإبل لا تتحرك {وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ} ثابتات عظام لا ترفع يأكل منها ألف رجل {ٱعْمَلُوۤاْ آلَ دَاوُودَ} يعني سليمان {شُكْراً} دائماً بما أنعمت عليكم يقول اعملوا عملاً خيراً حتى تؤدوا بذلك شكر ما أنعمت عليكم {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ} من يؤدي شكر الشكور {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ} على سليمان {ٱلْمَوْتَ} كان سليمان ميتاً قائماً في محرابه سنة {مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ} موت سليمان {إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ} الأرضة {تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ} عصاه ويقال عنزته {فَلَمَّا خَرَّ} وقع سليمان {تَبَيَّنَتِ ٱلْجِنُّ} تبين للإنس أن الجن لا يعلمون {أَن لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ٱلْغَيْبَ مَا لَبِثُواْ فِي ٱلْعَذَابِ ٱلْمُهِينِ} الشديد من العمل بالسخرة وكان قبل ذلك يظن الإنس أن الجن يعلمون الغيب فتبين لهم بعد ذلك أنهم لا يعلمون.