خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ أَن تَزُولاَ وَلَئِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً
٤١
وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَآءَهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَىٰ مِنْ إِحْدَى ٱلأُمَمِ فَلَمَّا جَآءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُوراً
٤٢
ٱسْتِكْبَاراً فِي ٱلأَرْضِ وَمَكْرَ ٱلسَّيِّىءِ وَلاَ يَحِيقُ ٱلْمَكْرُ ٱلسَّيِّىءُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ ٱلأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَحْوِيلاً
٤٣
أَوَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوۤاْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً
٤٤
وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَـٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً
٤٥
-فاطر

تفسير القرآن

{ إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ } يمنع { ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ أَن تَزُولاَ } لكي لا تزولا عن مكانهما بمقالة اليهود والنصارى حيث قالوا عزير ابن الله والمسيح ابن الله { وَلَئِن زَالَتَآ } ولو زالتا عن أمكنتهما { إِنْ أَمْسَكَهُمَا } ما أمسكهما { مِنْ أَحَدٍ } أحد { مِّن بَعْدِهِ } بعد إمساكه غيره { إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً } عن مقالة اليهود والنصارى { غَفُوراً } لمن تاب منهم { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ } يعني كفار مكة قبل مجيء محمد صلى الله عليه وسلم { جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ } جهد يمينهم بالله { لَئِن جَآءَهُمْ نَذِيرٌ } رسول مخوف { لَّيَكُونُنَّ أَهْدَىٰ } أسرع إجابة وأصوب ديناً { مِنْ إِحْدَى ٱلأُمَمِ } من اليهود والنصارى { فَلَمَّا جَآءَهُمْ نَذِيرٌ } محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن { مَّا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُوراً } تباعداً منه { ٱسْتِكْبَاراً فِي ٱلأَرْضِ } للإعراض عن الإيمان بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { وَمَكْرَ ٱلسَّيِّىءِ } في هلاك محمد عليه الصلاة والسلام { وَلاَ يَحِيقُ } لا يجب ولا يحيط { ٱلْمَكْرُ ٱلسَّيِّىءُ } القول القبيح والعمل القبيح { إِلاَّ بِأَهْلِهِ } إلا على أهله { فَهَلْ يَنظُرُونَ } فهل ينتظرون قومك إن كذبوك { إِلاَّ سُنَّةَ آلأَوَّلِينَ } عذاب الأولين قبلهم عند تكذبيهم الرسل { فَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ } لعذاب الله { تَبْدِيلاً } تغييراً { وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ } لعذاب الله { تَحْوِيلاً } إلى غيره { أَوَلَمْ يَسِيرُواْ } يسافروا كفار مكة { فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ } يتفكروا ويعتبروا { كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ } جزاء { ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } عند تكذيبهم الرسل { وَكَانُوۤاْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً } بالبدن والمال { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعْجِزَهُ } ليفوته { مِن شَيْءٍ } أحد { فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ } من الخلق { إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً } بخلقه { قَدِيراً } عليهم { وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ } الجن والإنس { بِمَا كَسَبُواْ } بجملة ذنوبهم { مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا } على وجه الأرض { مِن دَآبَّةٍ } من الجن والإنس خاصة أحداً { وَلَـٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ } يؤجلهم { إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } إلى وقت معلوم { فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ } وقت هلاكهم { فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً } بمن يهلك وبمن ينجو.