{لِّيُنذِرَ} محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن {مَن كَانَ حَيّاً} من كان له عقل {وَيَحِقَّ ٱلْقَوْلُ} يجب القول بالسخط والعذاب {عَلَى ٱلْكَافِرِينَ} كفار مكة فلا يؤمنون بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن {أَوَلَمْ يَرَوْاْ} أو لم يخبروا {أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم} لأهل مكة {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَآ} مما خلقنا لهم بقدرتنا بكن فكان {أَنْعاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ} ضابطون مالكون عليها {وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ} سخرناها لهم {فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ} منها ما يركبون {وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ} ومن لحومها يأكلون {وَلَهُمْ} يعني لأهل مكة {فِيهَا} في الأنعام {مَنَافِعُ} في حملها وكسبها {وَمَشَارِبُ} من ألبانها {أَفَلاَ يَشْكُرُونَ} من فعل بهم ذلك فيؤمنوا به {وَٱتَّخَذُواْ} عبدوا كفار مكة {مِن دُونِ ٱللَّهِ آلِهَةً} أصناماً {لَّعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ} يمنعون من عذاب الله {لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ} لا يستطيع الآلهة منع عذاب الله عنهم {وَهُمْ} يعني كفار مكة {لَهُمْ} بالباطل الأصنام {جُندٌ مٌّحْضَرُونَ} كالعبيد قيام بين أيديهم {فَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ} تكذيبهم يا محمد {إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ} من المكر والخيانة {وَمَا يُعْلِنُونَ} من العداوة {أَوَلَمْ يَرَ ٱلإِنسَانُ} أو لم يعلم أبي بن خلف {أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ} منتنة ضعيفة {فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ} رجل جدل بالباطل {مٌّبِينٌ} ظاهر الجدال {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً} وصف لنا مثلاً بالعظام {وَنَسِيَ خَلْقَهُ} ترك ذكر خلقه الأول {قَالَ مَن يُحيِي ٱلْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} تراب بالية {قُلْ} له يا محمد {يُحْيِيهَا ٱلَّذِيۤ أَنشَأَهَآ} خلقها {أَوَّلَ مَرَّةٍ} من النطفة {وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ} بخلق كل شيء {عَلِيمٌ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلشَّجَرِ ٱلأَخْضَرِ نَاراً} غير العذاب {فَإِذَآ أَنتُم} يا أهل مكة {مِّنْه تُوقِدُونَ} تقدحون منه النار {أَوَلَـيْسَ ٱلَذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاواتِ وَٱلأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ} يحيي {مِثْلَهُم بَلَىٰ} قادر على ذلك {وَهُوَ ٱلْخَلاَّقُ} الباعث {ٱلْعَلِيمُ إِنَّمَآ أَمْرُهُ} في البعث {إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً} إذا أراد أن يكون البعث فيكون البعث {أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} قيام الساعة {فَسُبْحَانَ} نزه نفسه {ٱلَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ} خزائن كل شيء وخلق كل شيء {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} بعد الموت فيجزيكم بأعمالكم.