{أَلاَ إِنَّهُم} بل إنهم {مِّنْ إِفْكِهِمْ} من تكذيبهم {لَيَقُولُونَ وَلَدَ ٱللَّهُ} حيث قالوا الملائكة بنات الله {وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} في مقالتهم {أَصْطَفَى ٱلْبَنَاتِ} اختار الإناث {عَلَىٰ ٱلْبَنِينَ} على الذكور {مَالَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} بئسما تقضون لأنفسكم ترضون لله ما لا ترضون لأنفسكم {أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} أفلا تتعظون بما يقولون {أَمْ لَكُمْ} يا أهل مكة {سُلْطَانٌ مُّبِينٌ} كتاب بين فيه أن الملائكة بنات الله {فَأْتُواْ بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} أن الملائكة بنات الله {وَجَعَلُواْ} كفار مكة بنو مليح {بَيْنَهُ وَبَيْنَ ٱلْجِنَّةِ نَسَباً} بين الله وبين الملائكة نسباً حيث قالوا الملائكة بنات الله ويقال نزلت في الزنادقة حيث قالوا إبليس لعنه الله مع الله شريك خالق الخير وإبليس خالق الشر {وَلَقَدْ عَلِمَتِ ٱلجِنَّةُ} الملائكة {إِنَّهُمْ} يعني كفار مكة بني مليح {لَمُحْضَرُونَ} معذبون في النار {سُبْحَانَ ٱللَّهِ} نزه نفسه {عَمَّا يَصِفُونَ} عما يقولون من الكذب {إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ} في العبادة والتوحيد فإنهم لا يكذبون على الله ويقال إنهم لمحضرون لمعذبون إلا عباد الله المخلصين المعصومين من الكفر والشرك والفواحش {فَإِنَّكُمْ} يا أهل مكة {وَمَا تَعْبُدُونَ} من دون الله {مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ} على عبادته {بِفَاتِنِينَ} بمضلين {إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ ٱلْجَحِيمِ} داخل النار معكم وهو إبليس ويقال إلا من قدرت عليه أنه داخل النار معكم {وَمَا مِنَّآ} قال جبريل عليه السلام وما منا {إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ} معروف في السماء {وَإِنَّا لَنَحْنُ ٱلصَّآفُّونَ} في الصلاة {وَإِنَّا لَنَحْنُ ٱلْمُسَبِّحُونَ} المصلون {وَإِن كَانُواْ} وقد كان أهل مكة {لَيَقُولُونَ} قبل مجيء محمد صلى الله عليه وسلم إليهم {لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ} رسولاً مثل رسل الأولين كما كان للأولين {لَكُنَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ} الموحدين {فَكَفَرُواْ بِهِ} بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن حين جاءهم {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} ماذا يفعل بهم عند الموت وفي القبر ويوم القيامة {وَلَقَدْ سَبَقَتْ} وجبت {كَلِمَتُنَا} بالنصرة والدولة {لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ} بالحجة والعذر {وَإِنَّ جُندَنَا} الرسل والمؤمنين {لَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ} بالحجة والعدد إلى يوم القيامة {فَتَوَلَّ} فأعرض يا محمد {عَنْهُمْ} عن كفار مكة {حَتَّىٰ حِينٍ} إلى وقت هلاكهم يوم بدر {وَأَبْصِرْهُمْ} أعلمهم عذاب الله {فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ} يعلمون ماذا يفعل بهم {أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ} أفبمثل عذابنا يستعجلون قبل أجله {فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَآءَ صَبَاحُ ٱلْمُنْذَرِينَ} فبئس الصباح لمن أنذرتهم الرسل فلم يؤمنوا {وَتَوَلَّ} أعرض {عَنْهُمْ} يا محمد {حَتَّىٰ حِينٍ} إلى وقت هلاكهم يوم بدر {وَأَبْصِرْ} اعلم {فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ} يعلمون ماذا يفعل بهم {سُبْحَانَ رَبِّكَ} نزه نفسه عن الولد والشريك {رَبِّ ٱلْعِزَّةِ} المنعة والقدرة {عَمَّا يَصِفُونَ} يقولون من الكذب {وَسَلاَمٌ} منا سلامة {عَلَىٰ ٱلْمُرْسَلِينَ} بتبليغهم الرسالة {وَٱلْحَمْدُ لِلَّهِ} الشكر والوحدانية لله بنجاة الرسل وهلاك قومهم {رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ} سيد الإنس والجن.