خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ
١
إِنَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ فَٱعْبُدِ ٱللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ ٱلدِّينَ
٢
أَلاَ لِلَّهِ ٱلدِّينُ ٱلْخَالِصُ وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَىۤ إِنَّ ٱللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَـفَّارٌ
٣
لَّوْ أَرَادَ ٱللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً لاَّصْطَفَىٰ مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ سُبْحَانَهُ هُوَ ٱللَّهُ ٱلْوَاحِدُ ٱلْقَهَّارُ
٤
خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ يُكَوِّرُ ٱللَّيْـلَ عَلَى ٱلنَّهَـارِ وَيُكَوِّرُ ٱلنَّـهَارَ عَلَى ٱللَّيْلِ وَسَخَّـرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُـلٌّ يَجْرِي لأَجَـلٍ مُّسَـمًّى أَلا هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفَّارُ
٥
خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُـمْ خَلْقاً مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاَثٍ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ ٱلْمُلْكُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ
٦
-الزمر

تفسير القرآن

وبإسناده عن ابن عباس في قوله جل ذكره { تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ } يقول هذا الكتاب تكليم { مِنَ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ } بالنقمة لمن لا يؤمن به { ٱلْحَكِيمِ } في أمره وقضائه أمر أن لا يعبد غيره { إِنَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ } جبريل بالكتاب { بِٱلْحَقِّ } لا بالباطل { فَٱعْبُدِ ٱللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ ٱلدِّينَ } مخلصاً له بالعبادة والتوحيد { أَلاَ لِلَّهِ } على الناس { ٱلدِّينُ ٱلْخَالِصُ } الدين بالإخلاص لا يخالطه شيء { وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ } عبدوا { مِن دُونِهِ } من دون الله كفار مكة { أَوْلِيَآءَ } أرباباً اللات والعزى ومناة قالوا { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَىۤ } قربى في المنزلة والشفاعة { إِنَّ ٱللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ } وبين المؤمنين يوم القيامة { فِي مَا هُمْ فِيهِ } في الدين { يَخْتَلِفُونَ } يخالفون { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي } لا يرشد إلى دينه { مَنْ هُوَ كَاذِبٌ } على الله { كَـفَّارٌ } كافر بالله وهم اليهود والنصارى وبنو مليح والمجوس ومشركو العرب { لَّوْ أَرَادَ ٱللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً } من الملائكة والآدميين كما قالت اليهود والنصارى وبنو مليح { لاَّصْطَفَىٰ } لاختار { مِمَّا يَخْلُقُ } عنده في الجنة { مَا يَشَآءُ } ويقال من الملائكة { سُبْحَانَهُ } نزه نفسه عن ذلك { هُوَ ٱللَّهُ ٱلْوَاحِدُ } بلا ولد ولا شريك { ٱلْقَهَّارُ } الغالب على خلقه { خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ } لا بالباطل { يُكَوِّرُ ٱللَّيْـلَ عَلَى ٱلنَّهَـارِ } يدور الليل على النهار فيكون النهار أطول من الليل { وَيُكَوِّرُ ٱلنَّـهَارَ عَلَى ٱللَّيْلِ } يدور النهار على الليل فيكون الليل أطول من النهار { وَسَخَّـرَ } ذلل { ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ } ضوء الشمس والقمر لبني آدم { كُـلٌّ } من الشمس والقمر والليل والنهار { يَجْرِي لأَجَـلٍ مُّسَـمًّى } إلى وقت معلوم { أَلا هُوَ ٱلْعَزِيزُ } الذي فعل ذلك العزيز بالنقمة لمن لا يؤمن به { ٱلْغَفَّارُ } لمن تاب من الشرك وآمن به { خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ } من نفس آدم وحدها { ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا } من نفس آدم { زَوْجَهَا } حواء خلقها من ضلع من أضلاعه القصرى { وَأَنزَلَ } خلق { لَكُمْ مِّنَ ٱلأَنْعَامِ } من البهائم { ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ } أصناف ذكر وأنثى من الضأن اثنين ومن المعز اثنين ذكراً وأنثى ومن الإبل ذكراً وأنثى ومن البقر اثنين ذكراً وأنثى { يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُـمْ خَلْقاً مِّن بَعْدِ خَلْقٍ } حالاً من بعد نطفة وعلقة ومضغة وعظاماً { فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاَثٍ } ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة { ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ } يفعل ذلك { لَهُ ٱلْمُلْكُ } الدائم لا يزول ملكه { لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } لا خالق ولا مصور إلا هو { فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ } بالكذب يقول من أين تكذبون على الله فتجعلون له شريكاً.