خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قُلْ يٰقَوْمِ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُـمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ
٣٩
مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ
٤٠
إِنَّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ لِلنَّـاسِ بِٱلْحَقِّ فَـمَنِ ٱهْتَـدَىٰ فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَـلَّ فَإنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِـيلٍ
٤١
ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلأَنفُسَ حِينَ مَوْتِـهَا وَٱلَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِـهَا فَيُمْسِكُ ٱلَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا ٱلْمَوْتَ وَيُرْسِلُ ٱلأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
٤٢
أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُفَعَآءَ قُلْ أَوَلَوْ كَـانُواْ لاَ يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلاَ يَعْقِلُونَ
٤٣
قُل لِلَّهِ ٱلشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَّهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
٤٤
وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ ٱشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ
٤٥
قُلِ ٱللَّهُمَّ فَاطِرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ عَالِمَ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
٤٦
وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ مِن سُوۤءِ ٱلْعَذَابِ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ
٤٧
-الزمر

تفسير القرآن

{ قُلْ } يا محمد لكفار مكة { يَٰقَوْمِ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُـمْ } على دينكم وفي منازلكم بهلاكي { إِنِّي عَامِلٌ } بهلاككم { فَسَوْفَ } وهذا وعيد لهم من الله { تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ } يذله ويهلكه { وَيَحِلُّ عَلَيْهِ } يجب عليه { عَذَابٌ مُّقِيمٌ } دائم { إِنَّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ } جبريل بالقرآن { لِلنَّـاسِ بِٱلْحَقِّ } يقول بتبيان الحق والباطل للناس { فَـمَنِ ٱهْتَـدَىٰ } بالقرآن وآمن به { فَلِنَفْسِهِ } الثواب { وَمَن ضَـلَّ } كفر بالقرآن { فَإنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا } يجب على نفسه عقوبة ذلك { وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم } على كفار مكة { بِوَكِـيلٍ } كفيل تؤخذ بهم { ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلأَنفُسَ } يقبض أرواح الأنفس { حِينَ مِوْتِـهَا } حين منامها { وَٱلَّتِي لَمْ تَمُتْ } أيضاً { فِي مَنَامِـهَا فَيُمْسِكُ ٱلَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا ٱلْمَوْتَ وَيُرْسِلُ ٱلأُخْرَىٰ } التي لم تمت في منامها { إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } إلى وقت معلوم { إِنَّ فِي ذَٰلِكَ } في إمساكه وإرساله { لآيَاتٍ } لعلامات وعبراً { لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } فيها { أَمِ ٱتَّخَذُواْ } عبدوا { مِن دُونِ ٱللَّهِ } كفار مكة { شُفَعَآءَ } آلهة لكي يشفعوا لهم { قُلْ } لهم يا محمد { أَوَلَوْ كَـانُواْ لاَ يَمْلِكُونَ شَيْئاً } يقول هم لا يقدرون على شيء من الشفاعة { وَلاَ يَعْقِلُونَ } الشفاعة فكيف يشفعون { قُل لِلَّهِ ٱلشَّفَاعَةُ جَمِيعاً } بيد الله الشفاعة جميعاً في الآخرة { لَّهُ مُلْكُ } خزائن { ٱلسَّمَاوَاتِ } المطر { وَٱلأَرْضِ } النبات { ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } في الآخرة فيجزيكم بأعمالكم { وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ } إذا قيل لهم قولوا لا إله إلا الله { ٱشْمَأَزَّتْ } نفرت { قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } بالبعث بعد الموت { وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ } من دون الله اللات والعزى ومناة { إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } بذكر آلهتهم { قُلِ ٱللَّهُمَّ } قل يا الله أم بنا أي اقصد بنا إلى الخير { فَاطِرَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } يا خالق السموات والأرض { عَالِمَ ٱلْغَيْبِ } يا عالم الغيب ما غاب عن العباد { وَٱلشَّهَادَةِ } ما علمه العباد { أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ } تقضي بين عبادك يوم القيامة { فِي مَا كَانُواْ فِيهِ } في الدين { يَخْتَلِفُونَ } يخالفون { وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ } أشركوا { مَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ } ضعفه معه { لاَفْتَدَوْاْ بِهِ } لفادوا به أنفسهم { مِن سُوۤءِ ٱلْعَذَابِ } من شدة العذاب { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ } ظهر لهم { مِّنَ ٱللَّهِ } من عذاب الله { مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ } يظنون.