{وَمَا لَكُمْ} يا معشر المؤمنين {لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ} في طاعة الله مع أهل مكة {وَٱلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلْوِلْدَانِ} الصبيان {ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ} بمكة {رَبَّنَآ} يا ربنا {أَخْرِجْنَا مِنْ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ} يعني مكة {ٱلظَّالِمِ أَهْلُهَا} المشرك أهلها {وَٱجْعَلْ لَّنَا مِن لَّدُنْكَ} من عندك {وَلِيّاً} حافظاً يعنون عتاب بن أسيد {وَٱجْعَلْ لَّنَا مِن لَّدُنْكَ} من عندك {نَصِيراً} مانعاً فاستجاب الله دعاءهم وجعل لهم النبي صلى الله عليه وسلم ناصراً وعتاباً ولياً، ثم ذكر قتالهم في سبيل الله فقال {ٱلَّذِينَ آمَنُواْ} محمد وأصحابه {يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ} أبو سفيان وأصحابه {يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱلطَّاغُوتِ} في طاعة الشيطان {فَقَاتِلُوۤاْ أَوْلِيَاءَ ٱلشَّيْطَانِ} جند الشيطان {إِنَّ كَيْدَ ٱلشَّيْطَانِ} صنع الشيطان ومكره {كَانَ ضَعِيفاً} بالخذلان لا يخذلهم كما خذلهم يوم بدر ثم ذكر كراهيتهم للخروج مع النبي صلى الله عليه وسلم بالموافاة إلى بدر الصغرى فقال {أَلَمْ تَرَ} ألم تخبر يا محمد {إِلَى ٱلَّذِينَ} عن الذين {قِيلَ لَهُمْ} قلت لهم بمكة لعبد الرحمن بن عوف الزهري وسعد بن أبي وقاص الزهري وقدامة بن مظعون الجمحي ومقداد بن الأسود الكندي وطلحة بن عبد الله التيمي {كُفُّوۤاْ أَيْدِيَكُمْ} عن القتل والضرب فإني لم أؤمر بالقتال {وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ} أتموا الصلوات الخمس بوضوئها وركوعها وسجودها وما يجب فيها من مواقيتها {وَآتُواْ ٱلزَّكَاةَ} أعطوا زكاة أموالكم {فَلَمَّا كُتِبَ} فرض {عَلَيْهِمُ} بالمدينة {ٱلْقِتَالُ} الجهاد في سبيل الله {إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ} طائفة منهم طلحة بن عبد الله {يَخْشَوْنَ ٱلنَّاسَ} يخافون أهل مكة {كَخَشْيَةِ ٱللَّهِ} كخوفهم من الله {أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً} بل أكثر خوفاً {وَقَالُواْ رَبَّنَا} يا ربنا {لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا ٱلْقِتَالَ} قد أوجبت علينا الجهاد في سبيلك {لَوْلاۤ أَخَّرْتَنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ} هلا عافيتنا {إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ} إلى الموت {قُلْ} لهم يا محمد {مَتَاعُ ٱلدُّنْيَا} منفعة الدنيا {قَلِيلٌ} في الآخرة {وَٱلآخِرَةُ} ثواب الآخرة {خَيْرٌ} أفضل {لِّمَنِ ٱتَّقَىٰ} الكفر والشرك والفواحش {وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً} لا ينقص من حسناتهم قدر فتيل وهو الشيء الذي يكون في شق النواة ويقال هو الوسخ الذي يكون بين أصابعك إذا فتلت {أَيْنَمَا تَكُونُواْ} يا معشر المؤمنين المخلصين والمنافقين في بر أو بحر سفر أو حصر {يُدْرِككُّمُ ٱلْمَوْتُ} فتموتوا {وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ} في قصور حصينة ثم ذكر مقالة اليهود والمنافقين ما زلنا نعرف النقص في ثمارنا ومزارعنا منذ قدم علينا محمد وأصحابه فقال {وَإِن تُصِبْهُمْ} يعني المنافقين واليهود {حَسَنَةٌ} الخصب ورخص السعر وتتابع السنة بالأمطار {يَقُولُواْ هَـٰذِهِ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ} لما علم فينا الخير {وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ} القحط والجدوبة والشدة وغلاء السعر {يَقُولُواْ هَـٰذِهِ مِنْ عِندِكَ} يعنون من شؤم محمد وأصحابه {قُلْ} يا محمد للمنافقين واليهود {كُلٌّ} في الشدة والنعمة {مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ} {فَمَالِ هَـٰؤُلاۤءِ ٱلْقَوْمِ} يعني المنافقين واليهود {لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً} قولاً إن النعمة والشدة من الله ثم ذكر بماذا تصيبهم النعمة والشدة.