{ فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } في طاعة الله { لاَ تُكَلَّفُ } لا تؤمر بذلك { إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ } حضّض { ٱلْمُؤْمِنِينَ } على الخروج معك { عَسَى ٱللَّهُ } وعسى من الله واجب { أَن يَكُفَّ } يمنع { بَأْسَ } قتال { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } كفار مكة { وَٱللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً } عذاباً { وَأَشَدُّ تَنكِيلاً } عقوبة ثم ذكر ثواب من آمن وعقوبة من كفر يعني أبا بكر وأبا جهل فقال { مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً } يوحد أو يصلح بين اثنين { يَكُنْ لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا } أجر من الحسنة { وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً } يشرك أو ينم { يَكُنْ لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا } وزر منها من السيئة { وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من الحسنة والسيئة { مُّقِيتاً } مقتدراً مجازياً ويقال على قوت كل شيء مقتدراً { وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ } إذا سلم عليكم بسلام { فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَآ } فردوها بأفضل منها في الزيادة على أهل دينكم وملتكم { أَوْ رُدُّوهَآ } مثل ما سلم عليكم على غير أهل دينكم { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من السلام والرد { حَسِيباً } مجازياً وشهيداً نزلت في قوم بخلوا بالسلام ثم وحد نفسه فقال { ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ } والله ليجمعنكم { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } ليوم القيامة في البعث { لاَ رَيْبَ فِيهِ } لا شك فيه { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ ٱللَّهِ حَدِيثاً } قولاً. ثم نزلت في عشرة نفر من المنافقين الذين ارتدوا عن الإسلام ورجعوا من المدينة إلى مكة فقال { فَمَا لَكُمْ } يا معشر المؤمنين صرتم { فِي ٱلْمُنَافِقِينَ } الذين ارتدوا عن الإسلام { فِئَتَيْنِ } فرقتين فرقة تحل أموالهم ودماءهم وفرقة تحرم { وَٱللَّهُ أَرْكَسَهُمْ } ردهم إلى الشرك { بِمَا كَسَبُوۤاْ } بنفاقهم وخبث نياتهم { أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ } أن ترشدوا إلى دين الله { مَنْ أَضَلَّ ٱللَّهُ } عن دينه { وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ } عن دينه { فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً } ديناً ولا حجة { وَدُّواْ } تمنوا { لَوْ تَكْفُرُونَ } بمحمد والقرآن { كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ } معهم { سَوَآءً } شرعاً في دين الشرك { فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَآءَ } في الدين والعون والنصرة { حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْ } حتى يؤمنوا مرة أخرى ويهاجروا { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } في طاعة الله { فَإِنْ تَوَلَّوْاْ } عن الإيمان والهجرة { فَخُذُوهُمْ } فأسروهم { وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ } في الحل والحرم { وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيّاً } في الدين والعون والنصرة { وَلاَ نَصِيراً } مانعاً ثم استثنى فقال { إِلاَّ ٱلَّذِينَ يَصِلُونَ } يرجعون يعني من العشرة { إِلَىٰ قَوْمٍ } يعني قوم هلال بن عويمر الأسلمي { بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ } عهد وصلح { أَوْ جَآءُوكُمْ } وقد جاؤوكم يعني قوم هلال { حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ } ضاقت قلوبهم من شدة النفقة بسبب العهد { أَن يُقَاتِلُوكُمْ } لقبل العهد { أَوْ يُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ } لقبل القرابة { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ } يعني قوم هلال بن عويمر { عَلَيْكُمْ } يوم فتح مكة { فَلَقَاتَلُوكُمْ } مع قومهم { فَإِنِ ٱعْتَزَلُوكُمْ } تركوكم { فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ } مع قومهم يوم فتح مكة { وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلَمَ } خضعوا لكم بالصلح والوفاء { فَمَا جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً } حجة بالقتل.