خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

هُدًى وَذِكْرَىٰ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ
٥٤
فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَٱسْتَغْفِـرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِٱلْعَشِيِّ وَٱلإِبْكَارِ
٥٥
إِنَّ ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَّـا هُم بِبَالِغِيهِ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ إِنَّـهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ
٥٦
لَخَلْقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَكْـبَرُ مِنْ خَلْقِ ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْـثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ
٥٧
وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَعْـمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَلاَ ٱلْمُسِيۤءُ قَلِيـلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ
٥٨
إِنَّ ٱلسَّاعَةَ لآتِيَـةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ
٥٩
وَقَالَ رَبُّكُـمُ ٱدْعُونِيۤ أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ
٦٠
ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَـارَ مُبْصِـراً إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْـثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ
٦١
ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ خَـٰلِقُ كُلِّ شَيْءٍ لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ
٦٢
كَذَلِكَ يُؤْفَكُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ
٦٣
-غافر

تفسير القرآن

{ هُدىً } من الضلالة { وَذِكْرَىٰ } عظة { لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } لذوي العقول من الناس { فَٱصْبِرْ } يا محمد على أذى اليهود والنصارى والمشركين { إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ } لك بالنصرة على هلاكهم { حَقٌّ } كائن { وَٱسْتَغْفِـرْ لِذَنبِكَ } لتقصير شكر ما أنعم الله عليك وعلى أصحابك { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ } وصل بأمر ربك { بِٱلْعَشِيِّ وَٱلإِبْكَارِ } غدوة وعشية { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ } يكذبون بمحمد عليه السلام والقرآن وهم اليهود وكانوا أيضاً يجادلون مع محمد صلى الله عليه وسلم بصفة الدجال وعظمته ورجوع الملك إليهم عند خروج الدجال { بِغَيْرِ سُلْطَانٍ } حجة { أَتَاهُمْ } من الله على ما زعموا { إِن فِي صُدُورِهِمْ } ما في قلوبهم { إِلاَّ كِبْرٌ } عن الحق { مَّـا هُم بِبَالِغِيهِ } ببالغي ما في صدورهم من الكبر وما يريدون من رجوع الملك إليهم عند خروج الدجال { فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ } يا محمد من فتنة الدجال { إِنَّـهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ } لمقالة اليهود { ٱلْبَصِيرُ } بهم وبأعمالهم وبفتنة الدجال وبخروجه { لَخَلْقُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ أَكْـبَرُ } أعظم { مِنْ خَلْقِ ٱلنَّاسِ } من خلق الدجال { وَلَـٰكِنَّ أَكْـثَرَ ٱلنَّاسِ } يعني اليهود { لاَ يَعْلَمُونَ } فتنة الدجال { وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَعْـمَىٰ } يعني الكافر { وَٱلْبَصِيرُ } يعني المؤمن بالثواب والكرامة { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } الطاعات فيما بينهم وبين ربهم { وَلاَ ٱلْمُسِيۤءُ } المشرك بالله { قَلِيـلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ } ما تتعظون بقليل ولا بكثير من أمثال القرآن { إِنَّ ٱلسَّاعَةَ } قيام الساعة { لآتِيَـةٌ } لكائنة { لاَّ رَيْبَ فِيهَا } لا شك في قيامها { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ } أهل مكة { لاَ يُؤْمِنُونَ } بقيام الساعة { وَقَالَ رَبُّكُـمُ ٱدْعُونِيۤ } وحدوني { أَسْتَجِبْ لَكُمْ } أغفر لكم ويقال ادعوني أستجب لكم أسمع منكم وأقبل إليكم { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ } يتعاظمون { عَنْ عِبَادَتِي } عن توحيدي وطاعتي { سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } صاغرين { ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ } خلق لكم { ٱللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ } لتستقروا في الليل { وَٱلنَّهَـارَ مُبْصِـراً } مطلباً مضيئاً { إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضْلٍ } لذو منٍّ { عَلَى ٱلنَّاسِ } أهل مكة { وَلَـٰكِنَّ أَكْـثَرَ ٱلنَّاسِ } أهل مكة { لاَ يَشْكُرُونَ } بذلك ولا يؤمنون بالله { ذَٰلِكُـمُ ٱللَّهُ رَبُّـكُمْ } الذي يفعل ذلك هو ربكم فاشكروه { خَالِقُ كُـلِّ شَيْءٍ } بائن منه { لاَّ إِلَـٰهَ } لا خالق { إِلاَّ هُوَ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ } من أين تكذبون على الله { كَذَلِكَ } هكذا { يُؤْفَكُ } يكذب على الله { ٱلَّذِينَ كَانُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } بمحمد عليه السلام والقرآن { يَجْحَدُونَ } يكفرون.