{إِذِ ٱلأَغْلاَلُ فِيۤ أَعْنَاقِهِمْ} أغلال الحديد في أيمانهم {وٱلسَّلاَسِلُ} في أعناقهم مع الشياطين {يُسْحَبُونَ فِي ٱلْحَمِيمِ} يجرون في النار {ثُمَّ فِي ٱلنَّارِ يُسْجَرُونَ} يوقدون {ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ} تقول الزبانية {أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ} تعبدون {مِن دُونِ ٱللَّهِ} وتقولون إنهم شركاء الله {قَـالُواْ ضَـلُّواْ عَنَّا} اشتغلوا عنا بأنفسهم ثم جحدوا ذلك وقالوا {بَل لَّمْ نَكُنْ نَّدْعُواْ} نعبد {مِن قَبْلُ} من قبل هذا {شَيْئاً} من دون الله {كَذَٰلِكَ} هكذا {يُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلْكَافِرِينَ} عن الحجة {ذَٰلِكُمْ} العذاب في النار {بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ} تبطرون {فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ} بلا حق {وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ} تتكبرون في الشرك {ٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ} مقيمين {فِيهَا} لا يموتون ولا يخرجون منها {فَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَبِّرِينَ} منزل الكافرين النار {فَٱصْبِرْ} يا محمد على أذى الكفار {إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ} بالنصرة لك على هلاكهم {حَقٌّ} كائن {فَـإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ} من العذاب يوم بدر {أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ} قبل أن نريك {فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} بعد الموت إن رأيت عذابهم أو لم تر {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ} إلى قومهم {مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ} من الرسل من سميناهم لك لتعلمهم {وَمِنْهُمْ مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ} لم نسمهم لك لا تعلمهم {وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ} بعلامة {إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ} بأمر الله وذلك حين طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم آية {فَإِذَا جَـآءَ أَمْرُ ٱللَّهِ} وقت عذاب الله في الأمم الماضية {قُضِيَ بِٱلْحَقِّ} عذبوا بالحق ويقال قضى يوم القيامة بالعدل بين الرسل والأمم {وَخَسِرَ هُنَالِكَ} غبن عند ذلك {ٱلْمُبْطِلُونَ} الكافرون {ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ} خلق لكم {ٱلأَنْعَامَ لِتَرْكَـبُواْ مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} من لحومها تأكلون {وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ} من ألبانها وأصوافها {وَلِتَـبْلُغُواْ} لكي تطلبوا {عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ} في قلوبكم {وَعَلَيْهَا} على ظهورها في البر {وَعَلَى ٱلْفُلْكِ} على السفن في البحر {تُحْمَلُونَ} تسافرون {وَيُرِيكُمْ} يا أهل مكة {آيَاتِهِ} عجائبه الشمس والقمر والنجوم والليل والنهار والجبال والسحاب والبحار وغير ذلك وكل هذا من آيات الله {فَأَيَّ آيَاتِ ٱللَّهِ} أي فبأي آيات الله {تُنكِرُونَ} تجحدون أنها ليست من الله {أَفَلَمْ يَسِيرُواْ} يسافروا كفار مكة {فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ} ويتفكروا {كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ} جزاء {ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} كيف أهلكناهم عند تكذيبهم الرسل {كَانُوۤاْ أَكْـثَرَ مِنْهُمْ} من أهل مكة في العدد {وَأَشَدَّ قُوَّةً} بالبدن {وَآثَاراً فِي ٱلأَرْضِ} أشد لها طلباً وأبعد ذهاباً {فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُم} من عذاب الله {مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} يقولون ويعملون في دينهم {فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ} بالأمر والنهي {فَرِحُواْ} عجبوا {بِمَا عِندَهُمْ مِّنَ ٱلْعِلْمِ} الدين والعمل وكان ذلك منهم ظناً بغير يقين {وَحَاقَ} نزل ودار {بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} عقوبة استهزائهم بالرسل {فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا} عذابنا لهلاكهم {قَالُوۤاْ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَحْدَهُ وَكَـفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ} بالله {مُشْرِكِينَ} وهذا باللسان دون القلب عند معاينة العذاب {فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا} عذابنا لهلاكهم، فالإيمان عند المعاينة لا ينفع وقبل ذلك ينفع وكذلك التوبة {سُنَّتَ ٱللَّهِ} هكذا سيرة الله {ٱلَّتِي قَدْ خَلَتْ} مضت {فِي} على {عِبَادِهِ} بالعذاب عند التكذيب وبرد الإيمان والتوبة عند المعاينة {وَخَسِرَ هُنَالِكَ} غبن بالعقوبة عند المعاينة {ٱلْكَافِرُونَ} بالله.