خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقِهِمُ ٱلسَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ ٱلسَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ
٩
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُـمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى ٱلإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ
١٠
قَالُواْ رَبَّنَآ أَمَتَّنَا ٱثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا ٱثْنَتَيْنِ فَٱعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ
١١
ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ كَـفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُواْ فَٱلْحُكْمُ للَّهِ ٱلْعَلِـيِّ ٱلْكَبِيرِ
١٢
هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ رِزْقاً وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَن يُنِيبُ
١٣
فَٱدْعُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَافِرُونَ
١٤
رَفِيعُ ٱلدَّرَجَاتِ ذُو ٱلْعَرْشِ يُلْقِي ٱلرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ ٱلتَّلاَقِ
١٥
يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لاَ يَخْفَىٰ عَلَى ٱللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ ٱلْقَهَّارِ
١٦
ٱلْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَـسَبَتْ لاَ ظُلْمَ ٱلْيَوْمَ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ
١٧
-غافر

تفسير القرآن

{ وَقِهِمُ ٱلسَّيِّئَاتِ } ادفع عنهم عذاب يوم القيامة { وَمَن تَقِ ٱلسَّيِّئَاتِ } ومن دفعت عنه العذاب { يَوْمَئِذٍ } يوم القيامة { فَقَدْ رَحِمْتَهُ } غفرت له وعصمته وعظمته { وَذَلِكَ } الغفران والدفع { هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } النجاة الوافرة فازوا بالجنة ونجوا من النار { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بالله وبالكتب والرسل إذا دخلوا النار يقول كل واحد منهم مقتك يا نفسي { يُنَادَوْنَ } فيناديهم الملائكة { لَمَقْتُ ٱللَّهِ } في الدنيا { أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُـمْ } اليوم في النار { إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى ٱلإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ } فتجحدون { قَالُواْ } يعني الكفار في النار { رَبَّنَآ } يا ربنا { أَمَتَّنَا ٱثْنَتَيْنِ } مرتين مرة بقبض أرواحنا ومرة بعد ما سألنا منكر ونكير في القبور { وَأَحْيَيْتَنَا ٱثْنَتَيْنِ } مرتين مرة قبل أن سألنا منكر ونكير في القبور ومرة للبعث { فَٱعْتَرَفْنَا } فأقررنا { بِذُنُوبِنَا } بشركنا وجحودنا من ذلك { فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ } رجوع إلى الدنيا { مِّن سَبِيلٍ } من حيلة فنؤمن بك يقول الله لهم { ذَٰلِكُم } العذاب في النار والمقت { بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ } إذا قيل لكم قولوا لا إله إلاَّ الله { كَـفَرْتُمْ } جحدتم { وَإِن يُشْرَكْ بِهِ } الأوثان { تُؤْمِنُواْ } تقروا { فَٱلْحُكْمُ لِلَّهِ } فالقضاء بين العباد لله حكم بالنار لمن كفر به { ٱلْعَلِـيِّ } أعلى كل شيء { ٱلْكَبِيرِ } أكبر كل شيء { هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمْ } يا أهل مكة { آيَاتِهِ } علامات وحدانيته وقدرته وعجائبه من خراب مساكن الذين ظلموا { وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ رِزْقاً } مطراً { وَمَا يَتَذَكَّرُ } ما يتعظ بالقرآن { إِلاَّ مَن يُنِيبُ } إلا من يقبل إلى الله { فَٱدْعُواْ ٱللَّهَ } فاعبدوا الله { مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ } لله بالعبادة والتوحيد { وَلَوْ كَرِهَ } وإن كره { ٱلْكَافِرُونَ } أهل مكة { رَفِيعُ ٱلدَّرَجَاتِ } خالق السموات رفعها فوق كل شيء { ذُو ٱلْعَرْشِ } السرير { يُلْقِي ٱلرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ } ينزل جبريل بالقرآن { عَلَىٰ مَن يَشَآءُ } على من يحب { مِنْ عِبَادِهِ } يعني محمداً عليه السلام { لِيُنذِرَ } ليخوف محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن { يَوْمَ ٱلتَّلاَقِ } يوم يلتقي أهل السماء وأهل الأرض ويقال يوم يلتقي الخالق والمخلوق { يَوْمَ هُم بَارِزُونَ } خارجون من القبور { لاَ يَخْفَىٰ عَلَى ٱللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ } ولا من أعمالهم شيء فيقول الله بعد نفخة الموت { لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ } فليس يجيبه أحد فيرد على نفسه فيقول { لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ } بلا ولد ولا شريك { ٱلْقَهَّارِ } لخلقه بالموت الغالب عليهم { ٱلْيَوْمَ } وهو يوم القيامة { تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ } برة أو فاجرة { بِمَا كَـسَبَتْ } من الخير والشر { لاَ ظُلْمَ ٱلْيَوْمَ } على أحد أي لا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم { إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } إذا حاسب ويقال شديد العقاب إذا عاقب.