خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَٱسْتَحَبُّواْ ٱلْعَمَىٰ عَلَى ٱلْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ ٱلْعَذَابِ ٱلْهُونِ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
١٧
وَنَجَّيْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يتَّقُونَ
١٨
وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَآءُ ٱللَّهِ إِلَى ٱلنَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ
١٩
حَتَّىٰ إِذَا مَا جَآءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
٢٠
وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوۤاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
٢١
وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ وَلَـٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ
٢٢
وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِّنَ ٱلُخَاسِرِينَ
٢٣
فَإِن يَصْبِرُواْ فَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ وَإِن يَسْتَعْتِبُواْ فَمَا هُم مِّنَ ٱلْمُعْتَبِينَ
٢٤
وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَآءَ فَزَيَّنُواْ لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ فِيۤ أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُواْ خَاسِرِينَ
٢٥
وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَسْمَعُواْ لِهَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ وَٱلْغَوْاْ فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ
٢٦
-فصلت

تفسير القرآن

{ وَأَمَّا ثَمُودُ } قوم صالح { فَهَدَيْنَاهُمْ } بعثنا إليهم صالحاً وبينا لهم الكفر والإيمان والحق والباطل { فَٱسْتَحَبُّواْ ٱلْعَمَىٰ عَلَى ٱلْهُدَىٰ } فاختاروا الكفر على الإيمان { فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ ٱلْعَذَابِ } الصيحة بالعذاب { ٱلْهُونِ } الشديد { بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } يقولون ويعملون في كفرهم وبعقرهم الناقة { وَنَجَّيْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بصالح { وَكَانُواْ يتَّقُونَ } الكفر والشرك وعقر الناقة { وَيَوْمَ } وهو يوم القيامة { يُحْشَرُ أَعْدَآءُ ٱللَّهِ إِلَى ٱلنَّارِ } صفوان بن أمية وختناه ربيعة بن عمرو وحبيب بن عمرو وسائر الكفار { فَهُمْ يُوزَعُونَ } يحبس الأول على الآخر { حَتَّىٰ إِذَا مَا جَآءُوهَا } أي النار { شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ } بما سمعوا بها { وَأَبْصَارُهُمْ } بما أبصروا بها { وَجُلُودُهُم } أعضاؤهم { بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } بها في كفرهم { وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ } لأعضائهم ويقال لفروجهم { لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا } وكنا نحابس عنكم بالجدال { قَالُوۤاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ } بالكلام { ٱلَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ } من الدواب اليوم { وَهُوَ خَلَقَكُمْ } أنطقكم { أَوَّلَ مَرَّةٍ } في الدنيا { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } بعد الموت { وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ } تقدرون أن تمنعوا أعضاءكم { أَن يَشْهَدَ } من أن يشهد { عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ } في الآخرة { وَلاَ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ } ويقال { وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ } تقدرون في الدنيا أن تستروا اكتساب الأعضاء عن الأعضاء أن يشهد لكي لا يشهد عليكم ويقال { وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ } أتستيقنون { أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ } في الآخرة ولا أبصاركم ولا جلودكم { وَلَـٰكِن ظَنَنتُمْ } وقلتم { أَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ } وتقولون في السر { وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ } قولكم بالظن { ٱلَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ } وقلتم على ربكم بالكذب { أَرْدَاكُمْ } أهلككم { فَأَصْبَحْتُمْ } صرتم { مِّنَ ٱلُخَاسِرِينَ } من المغبونين بالعقوبة { فَإِن يَصْبِرُواْ } في النار أو لا يصبروا { فَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ } منزل لهم لصفوان بن أمية وأصحابه { وَإِن يَسْتَعْتِبُواْ } يسألوا الرجعة إلى الدنيا { فَمَا هُم مِّنَ ٱلْمُعْتَبِينَ } الراجعين إلى الدنيا { وَقَيَّضْنَا لَهُمْ } وجعلنا لهم { قُرَنَآءَ } أعواناً وشركاء من الشياطين { فَزَيَّنُواْ لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } من أمر الآخرة أن لا جنة ولا نار ولا بعث ولا حساب { وَمَا خَلْفَهُمْ } من خلفهم من أمر الدنيا أن لا تنفقوا ولا تعطوا وأن الدنيا باقية لا تفنى { وَحَقَّ } وجب { عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ } بالعذاب { فِيۤ أُمَمٍ } مع أمم { قَدْ خَلَتْ } قد مضت { مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ } من كفار الجن والإنس { إِنَّهُمْ كَانُواْ خَاسِرِينَ } مغبونين بالعقوبة { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } كفار أهل مكة أبو جهل وأصحابه { لاَ تَسْمَعُواْ لِهَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ } الذي يقرأ عليكم محمد صلى الله عليه وسلم { وَٱلْغَوْاْ } الغطوا { فِيهِ } وهو الشعب { لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ } لكي تغلبوا محمداً صلى الله عليه وسلم فيسكت.