{فَلَنُذِيقَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ} أبا جهل وأصحابه {عَذَاباً شَدِيداً} في الدنيا يوم بدر {وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعْمَلُونَ} بأقبح ما كانوا يعملون في الدنيا {ذَٰلِكَ} لهم في الدنيا {جَزَآءُ أَعْدَآءِ ٱللَّهِ} وجزاء أعداء الله في الآخرة {ٱلنَّارُ لَهُمْ فِيهَا} في النار {دَارُ ٱلخُلْدِ} قد خلدوا فيها {جَزَآءً بِمَا كَانُوا بِآياتِنَا} بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن {يَجْحَدُونَ} يكفرون {وَقَال ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ} في النار {رَبَّنَآ} يا ربنا {أَرِنَا ٱلَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا} عن الحق والهدى {مِنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ} من الجن إبليس والإنس قابيل الذي قتل أخاه هابيل ويقال من الجن إبليس والشياطين ومن الإنس رؤساؤهم {نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا} بالعذاب {لِيَكُونَا مِنَ ٱلأَسْفَلِينَ} من الأضلين بالعذاب {إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ} وحدوا الله {ثُمَّ ٱسْتَقَامُواْ} على الإيمان ولم يكفروا ويقال على أداء الفرائض ولم يروغوا روغان الثعلب {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلاَۤئِكَةُ} عند قبض أرواحهم {أَلاَّ تَخَافُواْ} على ما أمامكم من العذاب {وَلاَ تَحْزَنُواْ} على ما خلفتم من خلفكم {وَأَبْشِرُواْ بِٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} في الدنيا {نَحْنُ أَوْلِيَآؤُكُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا} توليناكم في الدنيا {وَفِي ٱلآخِرَةِ} ونتولاكم في الآخرة وهم الحفظة {وَلَكُمْ فِيهَا} في الجنة {مَا تَشْتَهِيۤ} ما تتمنى {أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا} في الجنة {مَا تَدَّعُونَ} تسألون {نُزُلاً} ثواباً وطعاماً وشراباً لكم {مِّنْ غَفُورٍ} لمن تاب {رَّحِيمٍ} لمن مات على التوبة {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً} أحكم قولاً ويقال أحسن دعوة {مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ} بالتوحيد وهو محمد صلى الله عليه وسلم {وَعَمِلَ صَالِحاً} أدى الفرائض ويقال نزلت هذه الآية في المؤذنين يقول ومن أحسن قولاً دعوة ممن دعا إلى الله بالأذان وعمل صالحاً صلى ركعتين بعد الأذان غير أذان صلاة المغرب {وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ} انتحل الإسلام وقال إني مؤمن حقاً وهو محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه {وَلاَ تَسْتَوِي ٱلْحَسَنَةُ} الدعوة إلى التوحيد من محمد صلى الله عليه وسلم {وَلاَ ٱلسَّيِّئَةُ} الدعوة إلى الشرك من أبي جهل ويقال ولا يستوي الحسنة شهادة أن لا إله إلا الله ولا السيئة الشرك بالله {ٱدْفَعْ} يا محمد الشرك من أبي جهل أن يفتنك {بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} بلا إله إلا الله ويقال ادفع السيئة من أبي جهل عن نفسك بالتي هي أحسن بالكلام الحسن والسلام واللطف {فَإِذَا} فعلت ذلك صار {ٱلَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ} في الدين وهو أبو جهل {كَأَنَّهُ وَلِيٌّ} في الدين {حَمِيمٌ} قريب في النسب.