{ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ } أصبناه { رَحْمَةً مِّنَّا } نعمة منا بالمال والولد { مِن بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ } شدة أصابته { لَيَقُولَنَّ هَـٰذَا لِي } بخير علم الله في { وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ } قيام الساعة { قَآئِمَةً } كائنة كما يقول محمد عليه الصلاة والسلام إنكاراً منه للبعث { وَلَئِن رُّجِّعْتُ إِلَىٰ رَبِّيۤ } كما يقول محمد صلى الله عليه وسلم { إِنَّ لِي عِندَهُ } في الآخرة { لَلْحُسْنَىٰ } الجنة وهو عتبة بن أبي ربيعة وأصحابه { فَلَنُنَبِّئَنَّ } فلنخبرن { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِمَا عَمِلُواْ } في كفرهم { وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ } شديد لونا بعد لون في النار { وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى ٱلإِنسَانِ } يعني الكافر بالمال والولد { أَعْرَضَ } عن شكر ذلك { وَنَأَى بِجَانِبِهِ } تباعد عن الإيمان { وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ } أصابه الفقر { فَذُو دُعَآءٍ عَرِيضٍ } طويل بالمال ويقال كثير الولد وهو عتبة { قُلْ } لهم يا محمد { أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ } يقول هذا القرآن من الله { ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ } بالقرآن إنه ليس من عند الله ماذا يفعل بكم ربكم { مَنْ أَضَلُّ } عن الحق والهدى { مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ } في خلاف { بَعِيدٍ } عن الحق والهدى ويقال في معاداة شديدة مع محمد صلى الله عليه وسلم وهو أبو جهل { سَنُرِيهِمْ } يا محمد أهل مكة { آيَاتِنَا } علامات عجائبنا ووحدانيتنا وقدرتنا { فِي ٱلآفَاقِ } في أطراف الأرض من خراب مساكن الذين من قبلهم مثل عاد وثمود والذين من بعدهم { وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ } ونريهم في أنفسهم من الأمراض والأوجاع والمصائب وغير ذلك { حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ } أن ما يقول لهم النبي هو الحق { أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ } أو لم يكفهم ما بين لهم ربك من أخبار الأمم الماضية من غير أن يريهم { أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من أعمالهم { شَهِيدٌ أَلاَ إِنَّهُمْ } أهل مكة { فِي مِرْيَةٍ } في شك وارتياب { مِّن لِّقَآءِ رَبِّهِمْ } من البعث بعد الموت { أَلاَ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ } من أعمالهم وعقوبتهم { مُّحِيطٌ } عالم.