وبإسناد عن ابن عباس في قوله جل ذكره { حمۤ } يقول قضى ما هو كائن أي بين { وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ } وأقسم بالكتاب المبين لقد قضى ما هو كائن أي بين ويقال قسم أقسم بالحاء والميم والقرآن المبين بالحلال والحرام والأمر والنهي { إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ } أنزلنا جبريل بالقرآن ولهذا كان القسم أنزل الله جبريل إلى سماء الدنيا حتى أملى القرآن على الكتبة وهم أهل سماء الدنيا { فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ } فيها الرحمة والمغفرة والبركة وهي ليلة القدر ثم أنزل الله جبريل بعد ذلك على محمد عليه السلام بآية وسورة وكان بين أوله وآخره عشرون سنة { إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ } إنا كنا مخوفين بالقرآن { فِيهَا } في ليلة القدر { يُفْرَقُ } يبين { كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } كائن من سنة إلى سنة { أَمْراً مِّنْ عِنْدِنَآ } بياناً منا نبين لجبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت ما هم موكلون عليه من سنة إلى سنة { إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } الرسل بالكتب { رَحْمَةً } نعمة { مِّن رَّبِّكَ } على عباده إرساله الرسل بالكتب { إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ } لمقالة قريش حيث قالوا ربنا اكشف عنا العذاب { ٱلْعَلِيمُ } بهم وبعقوبتهم { رَبِّ } خالق { ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَآ } من الخلق هو الله { إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ } مصدقين بذلك { لاَ إِلَـٰهَ } لا خالق { إِلاَّ هُوَ } الذي خلق السموات والأرض { يُحْيِـي } للبعث { وَيُمِيتُ } في الدنيا { رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَآئِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ } خالقكم وخالق آبائكم الأقدمين { بَلْ هُمْ } يعني كفار مكة { فِي شَكٍّ } من قيام الساعة { يَلْعَبُونَ } يهزؤون بقيام الساعة { فَٱرْتَقِبْ } فانتظر عذابهم يا محمد { يَوْمَ تَأْتِي ٱلسَّمَآءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ } بين السماء والأرض { يَغْشَى ٱلنَّاسَ } ذلك الدخان { هَذَا } الدخان { عَذَابٌ أَلِيمٌ } وجيع وهو الجوع { رَّبَّنَا ٱكْشِفْ } قالوا ربنا اكشف { عَنَّا ٱلْعَذَابَ } يعني الجوع { إِنَّا مْؤْمِنُونَ } بك وبكتابك ورسولك { أَنَّىٰ لَهُمُ ٱلذِّكْرَىٰ } من أين لهم العظة والتوبة إذا كشفنا عنهم العذاب ويقال إذا أهلكناهم يوم بدر ويقال يوم القيامة { وَقَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ } محمد صلى الله عليه وسلم { مُّبِينٌ } يبين لهم لغة يعلمونها { ثُمَّ تَوَلَّوْاْ عَنْهُ } أعرضوا عن الإيمان به { وَقَالُواْ مُعَلَّمٌ } يعنون محمداً يعلمه جبر ويسار { مَّجْنُونٌ } مخنوق يختنق { إِنَّا كَاشِفُو ٱلْعَذَابِ } يعني الجوع { قَلِيلاً } يسيراً إلى يوم بدر { إِنَّكُمْ } يا أهل مكة { عَآئِدُونَ } راجعون إلى المعصية فلما رفع عنهم العذاب عادوا إلى المعصية فأهلكهم الله يوم بدر.