خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَيَوْمَ يُعْرَضُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَلَى ٱلنَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَـٰتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ ٱلدُّنْيَا وَٱسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ ٱلْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ
٢٠
وَٱذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِٱلأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ ٱلنُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ إِنَّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
٢١
قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ
٢٢
قَالَ إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ عِندَ ٱللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَّآ أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَـٰكِنِّيۤ أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ
٢٣
فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُواْ هَـٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا ٱسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ
٢٤
تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأْصْبَحُواْ لاَ يُرَىٰ إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْقَوْمَ ٱلْمُجْرِمِينَ
٢٥
وَلَقَدْ مَكَّنَاهُمْ فِيمَآ إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلاَ أَبْصَارُهُمْ وَلاَ أَفْئِدَتُهُمْ مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُواْ يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَحَاقَ بِهم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
٢٦
وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِّنَ ٱلْقُرَىٰ وَصَرَّفْنَا ٱلآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
٢٧
-الأحقاف

تفسير القرآن

{ وَيَوْمَ يُعْرَضُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَلَى ٱلنَّارِ } قبل دخول النار فيقال لهم { أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ } أكلتم ثواب حسناتكم { فِي حَيَاتِكُمُ ٱلدُّنْيَا وَٱسْتَمْتَعْتُمْ } استنفعتم { بِهَا } بثواب حسناتكم في الدنيا { فَٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ ٱلْهُونِ } الشديد { بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي ٱلأَرْضِ } عن الإيمان { بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ } بلا حق كان لكم { وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ } تكفرون وتعصون في الأرض في الدنيا { وَٱذْكُرْ } لكفار مكة يا محمد { أَخَا عَادٍ } بني عاد هوداً { إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ } خوفهم { بِٱلأَحْقَافِ } يقول بحقوف النار أي سنة النار حقباً بعد حقب ويقال بجبل نحو اليمن ويقال نحو الشام ويقال بجبل الرمل ويقال كان مكاناً باليمن قام عليه وأنذر قومه { وَقَدْ خَلَتِ ٱلنُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ } وقد كانت الرسل من قبل هود { وَمِنْ خَلْفِهِ } من بعده { أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ } قال لهم هود لا توحدوا إلا الله { إِنَّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ } أعلم أن يكون عليكم { عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } شديد إن لم تؤمنوا { قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا } يا هود { لِتَأْفِكَنَا } لتصرفنا { عَنْ آلِهَتِنَا } عن عبادة آلهتنا { فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ } من العذاب { إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } بنزول العذاب علينا إن لم نؤمن { قَالَ } لهم هود { إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ } بنزول العذاب { عِندَ ٱللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَّآ أُرْسِلْتُ بِهِ } من التوحيد { وَلَـٰكِنِّيۤ أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ } أمر الله وعذابه { فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً } سحاباً { مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ } أودية ريحهم ومطرهم { قَالُواْ هَـٰذَا عَارِضٌ } سحاب { مُّمْطِرُنَا } سيمطر حروثنا قال لهم هود { بَلْ هُوَ مَا ٱسْتَعْجَلْتُم بِهِ } من العذاب { رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } وجيع { تُدَمِّرُ } تهلك { كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا } بإذن ربها { فَأْصْبَحُواْ } فصاروا بعد الهلاك { لاَ يُرَىٰ إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ } منازلهم { كَذَٰلِكَ } هكذا { نَجْزِي ٱلْقَوْمَ ٱلْمُجْرِمِينَ } المشركين { وَلَقَدْ مَكَّنَاهُمْ } أعطيناهم من المال والقوة والأعمال { فِيمَآ إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ } ما لم نمكن لكم ولم نعطكم يا أهل مكة { وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً } يسمعون بها { وَأَبْصَاراً } يبصرون بها { وَأَفْئِدَةً } قلوباً يعقلون بها { فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلاَ أَبْصَارُهُمْ وَلاَ أَفْئِدَتُهُمْ } قلوبهم { مِّن شَيْءٍ } شيئاً من عذاب الله { إِذْ كَانُواْ يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } يكفرون بهود وبكتاب الله { وَحَاقَ بِهِم } نزل بهم { مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } يهزؤون من العذاب { وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِّنَ ٱلْقُرَىٰ } يا أهل مكة { وَصَرَّفْنَا ٱلآيَاتِ } بينا الآيات بالأمر والنهى والهلاك لمن أهلكناهم { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } عن كفرهم فيتوبوا.