{فَلَوْلاَ نَصَرَهُمُ} فهلا نصرهم {ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ} عبدوا {مِن دُونِ ٱللَّهِ قُرْبَاناً آلِهَةَ} قرباناً تقرباً إلى الله مقدم ومؤخر {بَلْ ضَلُّواْ عَنْهُمْ} بطل عنهم ما كانوا يعبدون {وَذَٰلِكَ إِفْكُهُمْ} كذبهم {وَمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} يكذبون على الله {وَإِذْ صَرَفْنَآ إِلَيْكَ نَفَراً} وجهنا إليك جماعة {مِّنَ ٱلْجِنِّ} وهم تسعة رهط {يَسْتَمِعُونَ ٱلْقُرْآنَ} إلى قراءة القرآن {فَلَمَّا حَضَرُوهُ} أي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ببطن نخل {قَالُوۤاْ} قال بعضهم لبعض {أَنصِتُواْ} حتى تسمعوا كلام النبي صلى الله عليه وسلم {فَلَمَّا قُضِيَ} فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من قراءته وصلاته آمنوا بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن {وَلَّوْاْ إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ} رجعوا إلى قومهم مؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن مخوفين لقومهم {قَالُواْ يَٰقَوْمَنَآ إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً} قراءة كتاب يعنون القرآن {أُنزِلَ} على محمد صلى الله عليه وسلم {مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} موافقاً بالتوحيد وصفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته لما بين يديه من التوراة وكانوا قد آمنوا بموسى {يَهْدِيۤ} يرشد {إِلَى ٱلْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ} إلى دين حق قائم يرضاه وهو الإسلام {يَٰقَوْمَنَآ أَجِيبُواْ دَاعِيَ ٱللَّهِ} محمداً صلى الله عليه وسلم بالتوحيد {وَآمِنُواْ بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ} يغفر لكم ربكم ذنوبكم في الجاهلية {وَيُجِرْكُمْ} ينجكم {مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} وجيع {وَمَن لاَّ يُجِبْ دَاعِيَ ٱللَّهِ} محمداً عليه الصلاة والسلام {فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ} فليس بفائت من عذاب الله {فِي ٱلأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ} من دون الله {أَوْلِيَآءُ} أقرباء ينفعونه {أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} في كفر بين {أَوَلَمْ يَرَوْاْ} يعلموا كفار مكة {أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ} يعجز {بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِـيَ ٱلْمَوْتَىٰ} للبعث {بَلَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ} من الحياة والموت {قَدِيرٌ وَيَوْمَ يُعْرَضُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ} بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن {عَلَىٰ ٱلنَّارِ} قبل أن يدخلوا النار فيقال لهم {أَلَيْسَ هَـٰذَا} العذاب {بِٱلْحَقِّ} بالعدل {قَالُواْ بَلَىٰ وَرَبِّنَا} إنه الحق {قَالَ} الله لهم {فَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ} تجحدون في الدنيا بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن {فَٱصْبِرْ} يا محمد على أذى الكفار {كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ ٱلْعَزْمِ} ذوو اليقين والحزم {مِنَ ٱلرُّسُلِ} مثل نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ويقال ذوو الشدة والصبر مثل نوح وأيوب وزكريا ويحيى {وَلاَ تَسْتَعْجِل لَّهُمْ} بالهلاك {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ} من العذاب مقدم ومؤخر {لَمْ يَلْبَثُوۤاْ} لم يمكثوا في الدنيا {إِلاَّ سَاعَةً} قدر ساعة {مِّن نَّهَارٍ بَلاَغٌ} بلغه وأجل فإذا جاء وقت العذاب والهلاك {فَهَلْ يُهْلَكُ} بالعذاب {إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْفَاسِقُونَ} الكافرون وهم الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله.