خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُوۤاْ أَعْمَالَكُمْ
٣٣
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ مَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ
٣٤
فَلاَ تَهِنُواْ وَتَدْعُوۤاْ إِلَى ٱلسَّلْمِ وَأَنتُمُ ٱلأَعْلَوْنَ وَٱللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ
٣٥
إِنَّمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلاَ يَسْأَلْكُمْ أَمْوَٰلَكُمْ
٣٦
إِن يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُواْ وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ
٣٧
هَا أَنتُمْ هَـٰؤُلاَءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَٱللَّهُ ٱلْغَنِيُّ وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوۤاْ أَمْثَالَكُم
٣٨
-محمد

تفسير القرآن

{ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } بالعلانية { أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ } في السر { وَلاَ تُبْطِلُوۤاْ أَعْمَالَكُمْ } حسناتكم بالنفاق والبغض والعداوة ومخالفة الرسول ويقال نزلت هذه الآية في المخلصين يقول { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { أَطِيعُواْ اللَّهَ } فيما أمركم من الفرائض والصدقة { وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ } فيما أمركم من السنة والغزو والجهاد { وَلاَ تُبْطِلُوۤاْ أَعْمَالَكُمْ } بالرياء والسمعة { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن وهم المطعمون يوم بدر { وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } صرفوا الناس عن دين الله وطاعته { ثُمَّ مَاتُواْ } أو قتلوا { وَهُمْ كُفَّارٌ } بالله وبرسوله { فَلَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ } لأنهم كفار بالله وبرسوله { فَلاَ تَهِنُواْ } فلا تضعفوا يا معشر المؤمنين بالقتال مع العدو { وَتَدْعُوۤاْ إِلَى ٱلسَّلْمِ } إلى الصلح ويقال إلى الإسلام قبل القتال { وَأَنتُمُ ٱلأَعْلَوْنَ } الغالبون وآخر الأمر لكم { وَٱللَّهُ مَعَكُمْ } معينكم بالنصر على عدوكم { وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ } ولن ينقص أعمالكم في الجهاد { إِنَّمَا ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا } ما في الحياة الدنيا { لَعِبٌ } باطل { وَلَهْوٌ } فرح لا يبقى { وَإِن تُؤْمِنُواْ } تستقيموا على إيمانكم بالله ورسوله { وَتَتَّقُواْ } الكفر والشرك والفواحش { يُؤْتِكُمْ } يعطكم { أُجُورَكُمْ } ثواب أعمالكم { وَلاَ يَسْئَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ } كلها في الصدقة { إِن يَسْئَلْكُمُوهَا } كلها في الصدقة { فَيُحْفِكُمْ } يجهدكم { تَبْخَلُواْ } بالصدقة في طاعة الله { وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ } يظهر بخلكم { هَـٰأَنتُمْ هَـٰؤُلاَءِ } أنتم يا هؤلاء { تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } في طاعة الله { فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ } بالصدقة عن طاعة الله { وَمَن يَبْخَلْ } بالصدقة عن طاعة الله { فَإِنَّمَا يَبْخَلُ } بالثواب والكرامة { عَن نَّفْسِهِ وَٱللَّهُ ٱلْغَنِيُّ } هو الغني عن أموالكم وصدقاتكم { وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ } إلى رحمة الله وجنته ومغفرته { وَإِن تَتَوَلَّوْاْ } عن طاعة الله وطاعة رسوله وعما أمركم من الصدقة { يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ } يهلككم ويأت بآخرين خيراً منكم وأطوع { ثُمَّ لاَ يَكُونُوۤاْ أَمْثَالَكُم } بالمعصية والطاعة ولكن يكونوا خيراً له منكم وأطوع لله. ويقال نزل من قوله { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } إلى ها هنا في شأن المنافقين أسد وغطفان فبدل الله بهم جهينة ومزينة خيراً منهم وأطوع لله وذلك { إنا فتحنا لك } [الفتح: 1].