{ وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا } يغتنمونها يعني غنيمة خيبر { وَكَان ٱللَّهُ عَزِيزاً } بنقمة أعدائه { حَكِيماً } بالنصرة والفتح والغنيمة للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه { وَعَدَكُمُ ٱللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا } تغتنمونها وهي غنيمة فارس لم تكن فستكون { فَعَجَّلَ لَكُمْ هَـٰذِهِ } يعني غنيمة خيبر { وَكَفَّ أَيْدِيَ ٱلنَّاسِ عَنْكُمْ } بالقتال يعني أسداً وغطفان وكانوا حلفاء لأهل خيبر { وَلِتَكُونَ آيَةً } عبرة وعلامة { لِّلْمُؤْمِنِينَ } يعني فتح خيبر لأن المؤمنين كانوا ثمانية آلاف وأهل خيبر كانوا سبعين ألفاً { وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً } يثبتكم على دين قائم يرضاه { وَأُخْرَىٰ } غنيمة أخرى { لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا } بعد { قَدْ أَحَاطَ ٱللَّهُ بِهَا } قد علم الله أنها ستكون وهي غنيمة فارس { وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من الفتح والنصرة والغنيمة { قَدِيراً وَلَوْ قَاتَلَكُمُ ٱلَّذِينَ كفَرُواْ } أسداً وغطفان مع أهل خيبر { لَوَلَّوُاْ ٱلأَدْبَارَ } منهزمين { ثُمَّ لاَ يَجِدُونَ وَلِيّاً } عن قتلكم { وَلاَ نَصِيراً } مانعاً ما يراد بهم من القتل والهزيمة { سُنَّةَ ٱللَّهِ } هكذا سيرة الله { ٱلَّتِي قَدْ خَلَتْ } مضت { مِن قَبْلُ } في الأمم الخالية بالقتل والعذاب حين خرجوا على الأنبياء { وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ } لعذاب الله بالقتل { تَبْدِيلاً } تحويلاً { وَهُوَ ٱلَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ } أيدي أهل مكة { عَنكُمْ } عن قتالكم { وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم } عن قتالهم { بِبَطْنِ مَكَّةَ } في وسط مكة غير أن كان بينهم رمي بالحجارة { مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ } حيث هزمهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالحجارة حتى دخلوا مكة { وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ } من رمي الحجارة وغيره { بَصِيراً هُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن يعني أهل مكة { وَصَدُّوكُمْ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } وصرفوكم عن المسجد الحرام عام الحديبية { وَٱلْهَدْيَ مَعْكُوفاً } محبوساً { أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ } منحره يقول لم يتركوا أن تبلغوه منحره.
{ وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ } الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن ربيعة وأبو جندل بن سهيل بن عمرو { وَنِسَآءٌ مُّؤْمِنَاتٌ } بمكة { لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَئُوهُمْ } أن تقتلوهم { فَتُصِيبَكمْ مِّنْهُمْ } من قتلهم { مَّعَرَّةٌ } دية وإثم لولا ذلك لسلطكم عليهم بالقتل { بِغَيْرِ عِلْمٍ } من غير أن تعلموا أنهم مؤمنون { لِّيُدْخِلَ ٱللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ } لكي يكرم الله بدينه { مَن يَشَآءُ } من كان أهلاً لذلك منهم { لَوْ تَزَيَّلُواْ } لو خرج هؤلاء المؤمنون من بين أظهرهم فتفرقوا من عندهم { لَعَذَّبْنَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } كفار مكة { مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } بسيوفكم.