{ إِذْ جَعَلَ } أخذ { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } كفار مكة { فِي قُلُوبِهِمُ ٱلْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ } بمنعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عن البيت { فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ } طمأنينته { عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ } وأذهب عنهم الحمية { وَأَلْزَمَهُمْ } ألهمهم { كَلِمَةَ ٱلتَّقْوَىٰ } لا إله إلا الله محمد رسول الله { وَكَانُوۤاْ أَحَقَّ بِهَا } بلا إله إلا الله محمد رسول الله في علم الله { وَأَهْلَهَا } وكانوا أهلها في الدنيا { وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ } من الكرامة للمؤمنين { عَلِيماً لَّقَدْ صَدَقَ ٱللَّهُ رَسُولَهُ } حقق الله لرسوله { ٱلرُّءْيَا بِٱلْحَقِّ } بالصدق حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه { لَتَدْخُلُنَّ ٱلْمَسْجِدَ ٱلْحَرَامَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ آمِنِينَ } من العدو { مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ } من العدو فوفى الله على ما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأًصحابه { فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُواْ } فعلم الله أن يكون إلى السنة القابلة ولم تعلموا أنتم ذلك { فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ } من قبل ذلك { فَتْحاً قَرِيباً } سريعاً يعني فتح خيبر { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ } محمد عليه الصلاة والسلام { بِٱلْهُدَىٰ } بالتوحيد ويقال بالقرآن { وَدِينِ ٱلْحَقِّ } شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله { لِيُظْهِرَهُ } ليعليه { عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ } على الأديان كلها فلا تقوم الساعة حتى لا يبقى إلا مسلم أو مسالم { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً } بأن لا إله إلا الله { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ } من غير شهادة سهيل بن عمرو { وَٱلَّذِينَ مَعَهُ } يعني أبا بكر أول من آمن به وقام معه يدعو الكفار إلى دين الله { أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ } بالغلظة وهو عمر كان شديداً على أعداء الله قوياً في دين الله ناصراً لرسول الله { رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ } متوادون فيما بينهم بارون وهو عثمان بن عفان كان باراً على المسلمين بالنفقة عليهم رحيماً بهم { تَرَاهُمْ رُكَّعاً } في الصلاة { سُجَّداً } فيها وهو علي بن أبي طالب كرم الله وجهه كان كثير الركوع والسجود { يَبْتَغُونَ } يطلبون { فَضْلاً } ثواباً { مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَاناً } مرضاة ربهم بالجهاد وهم طلحة والزبير كانا غليظين على أعداء الله شديدين عليهم { سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ } علامة السهر في وجوههم { مِّنْ أَثَرِ ٱلسُّجُودِ } من كثرة السجود بالليل وهم سلمان وبلال وصهيب وأصحابهم { ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ } هكذا صفتهم { فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ } صفتهم { فِي ٱلإِنجِيلِ كَزَرْعٍ } وهو النبي صلى الله عليه وسلم { أَخْرَجَ } أي الله { شَطْأَهُ } فراخه وهو أبو بكر أول من آمن به وخرج معه على أعداء الله { فَآزَرَهُ } فأعانه وهو عمر أعان النبي صلى الله عليه وسلم بسيفه على أعداء الله { فَٱسْتَغْلَظَ } فتقوى بمال عثمان على الغزو والجهاد في سبيل الله { فَٱسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ } فقام على إظهار أمره في قريش بعلي بن أبي طالب { يُعْجِبُ ٱلزُّرَّاعَ } أعجب النبي صلى الله عليه وسلم بطلحة والزبير { لِيَغِيظَ بِهِمُ } بطلحة والزبير { ٱلْكُفَّارَ } ويقال نزلت من قوله { وَٱلَّذِينَ مَعَهُ } إلى ها هنا في مدحة أهل بيعة الرضوان وجملة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم المخلصين المطيعين لله { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } الطاعات فيما بينهم وبين ربهم { مِنْهُم مَّغْفِرَةً } أي لهم مغفرة لذنوبهم في الدنيا والآخرة { وَأَجْراً عَظِيماً } ثواباً وافراً في الجنة.