{ وَأَنِ ٱحْكُم } واحكم { بَيْنَهُمْ } بين بني قريظة والنضير وأهل خيبر { بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ } بما بيَّن الله في القرآن { وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ } بالجلد وترك الرجم { وَٱحْذَرْهُمْ } ولا تأمنهم { أَن يَفْتِنُوكَ } لكي لا يصرفوك { عَن بَعْضِ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ } في القرآن من الرجم { فَإِن تَوَلَّوْاْ } عن الرجم وعما حكمت بينهم من القصاص { فَٱعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُصِيبَهُم } أن يعذبهم { بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ } بكل ذنوبهم { وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ } من أهل الكتاب { لَفَاسِقُونَ } لناقضون كافرون { أَفَحُكْمَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ } أفحكمهم في الجاهلية يطلبون عندك في القرآن يا محمد { وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ حُكْماً } قضاء { لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ } يصدقون بالقرآن { يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد والقرآن { لاَ تَتَّخِذُواْ ٱلْيَهُودَ وَٱلنَّصَارَىٰ أَوْلِيَآءَ } في العون والنصرة { بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ } يقول بعضهم على دين بعض في السر والعلانية وولي بعض { وَمَن يَتَوَلَّهُمْ } في العون والنصرة { مِّنكُمْ } يا معشر المؤمنين { فَإِنَّهُ مِنْهُمْ } في الولاية وليس في أمانة الله وحفظه { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي } لا يرشد إلى دينه وحجته { ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ } اليهود والنصارى { فَتَرَى } يا محمد { ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } شك ونفاق يعني عبد الله بن أبي وأصحابه { يُسَارِعُونَ فِيهِمْ } يبادرون فيهم في ولايتهم { يَقُولُونَ } يقول بعضهم لبعض { نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ } شدة فلذلك نتخذهم أولياء { فَعَسَى ٱللَّهُ } وعسى من الله واجب { أَن يَأْتِيَ بِٱلْفَتْحِ } فتح مكة والنصرة لمحمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه { أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ } أو عذاب على بني قريظة والنضير بالقتل والإجلاء من عنده { فَيُصْبِحُواْ } فيصيروا يعني المنافقين { عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ } من ولاية اليهود { نَادِمِينَ } بعد ما افتضحوا { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } المخلصون للمنافقين عبد الله بن أبي وأصحابه { أَهُـٰؤُلاۤءِ } يعني المنافقين { ٱلَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ } شدة أيمانهم إذا حلف الرجل بالله فقد جهد يمينه { إِنَّهُمْ } يعني المنافقين { لَمَعَكُمْ } مع المخلصين على دينكم في السر { حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ } بطلب حسناتهم في الدنيا { فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ } فصاروا مغبونين بالعقوبة.