خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قُلْ إِنِّيۤ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
١٥
مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْمُبِينُ
١٦
وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ
١٧
وَهُوَ ٱلْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْخَبِيرُ
١٨
قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَٰدةً قُلِ ٱللَّهُ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ ٱللَّهِ ءَالِهَةً أُخْرَىٰ قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ
١٩
ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَآءَهُمُ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ
٢٠
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَٰتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلظَّٰلِمُونَ
٢١
وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ
٢٢
ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَٱللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ
٢٣
ٱنظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ
٢٤
وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِيۤ ءَاذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ ءَايَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوكَ يُجَٰدِلُونَكَ يَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَٰطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ
٢٥
-الأنعام

تفسير القرآن

{ قُلْ } يا محمد { إِنِّيۤ أَخَافُ } أعلم { إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي } وعبدت غيره ورجعت إلى دينكم { عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } عذاباً عظيماً في يوم عظيم ويقال عذاباً في يوم عظيم { مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ } العذاب { يَوْمَئِذٍ } يوم القيامة { فَقَدْ رَحِمَهُ } عصمه وغفر له { وَذَلِكَ } الغفران { ٱلْفَوْزُ ٱلْمُبِينُ } النجاة الوافرة { وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ } يصبك الله { بِضُرٍّ } بشدة وفقر { فَلاَ كَاشِفَ لَهُ } فلا رافع له { إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ } يصبك { بِخَيْرٍ } بنعمة وغنى { فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من الشدة والفقر والنعمة والغنى { قَدُيرٌ وَهُوَ ٱلْقَاهِرُ } الغالب { فَوْقَ عِبَادِهِ } على عباده { وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ } في أمره وقضائه { ٱلْخَبِيرُ } بخلقه وبأعمالهم ثم نزلت في مقالتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ائتنا بشهيد يشهد أنك نبي { قُلْ } يا محمد لهم { أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ } أعدل وأرضى { شَهَادةٌ } فإن أجابوك وإلا { قُلِ ٱللَّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ } بأني رسوله وهذا القرآن كلامه { وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ } أنزل إلى جبريل بهذا القرآن { لأُنذِرَكُمْ بِهِ } لأخوفكم بالقرآن { وَمَن بَلَغَ } إليه خبر القرآن فأنا نذير له { أَئِنَّكُمْ } يا أهل مكة { لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ ٱللَّهِ آلِهَةً أُخْرَىٰ } يعني الأصنام تقولون إنها بنات الله فإن شهدوا على ذلك { قُل لاَّ أَشْهَدُ } معكم { قُلْ } يا محمد { إِنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ } إنما الله إله واحد { وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ } به من الأصنام في العبادة { ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ } أعطيناهم علم التوراة يعني عبد الله بن سلام وأصحابه { يَعْرِفُونَهُ } يعرفون محمداً بصفته ونعته { كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَآءَهُمُ } يعني الغلمان { ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ } غبنوا أنفسهم بذهاب الدنيا والآخرة يعني كعب بن الأشرف وأصحابه { فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } بمحمد والقرآن { وَمَنْ أَظْلَمُ } أجراً { مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ } اختلق { عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } فأشركه بآلهة شتى { أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ } بمحمد والقرآن { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ } لا ينجو ولا يأمن { ٱلظَّالِمُونَ } الكافرون والمشركون من عذاب الله { وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً } كافة الناس يوم القيامة { ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ } بالله الآلهة { أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ } آلهتكم { ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } تعبدون وتقولون إنهم شفعاؤكم { ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ } عذرهم وجوابهم { إِلاَّ أَن قَالُواْ } إلا قولهم { وَٱللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ٱنظُرْ } يا محمد ويقال يقول للملائكة انظروا { كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ } كيف أوجبوا عقوبة كذبهم على أنفسهم { وَضَلَّ عَنْهُمْ } اشتغل عنهم بأنفسهم { مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } يعبدون بالكذب ويقال بطل افتراؤهم { وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ } يقول من أهل مكة من يستمع إلى كلامك وحديثك منهم أبو سفيان بن حرب والوليد بن المغيرة والنضر بن الحارث وعتبة وشيبة ابنا ربيعة وأمية وأبي ابنا خلف والحارث بن عامر { وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً } أغطية { أَن يَفْقَهُوهُ } لكي لا يفقهوا كلامك وحديثك { وَفِيۤ آذَانِهِمْ وَقْراً } صمماً لكي لا يسمعوا الحق والهدى ويقال ثقلاً عن الهدى أن يعقلوه { وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ } طلبوها منك { لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا } طلب منه حارث بن عامر { حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوكَ } جاؤوا إليك { يُجَادِلُونَكَ } يسألونك ماذا أنزل من القرآن فإذا أخبرتهم { يَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } يعني النضر بن الحارث { إِنْ هَـٰذَآ } ما هذا الذي يقول محمد { إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } كذب الأولين وأحاديثهم.