{وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ} وهو أبو جهل وأصحابه ينهون عنه عن محمد والقرآن {وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ} يمنعون عنه ويتباعدون ويقال هو أبو طالب كان ينهى الناس عن أذى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يتابعه {وَإِن يُهْلِكُونَ} ما يهلكون {إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} ما يعلمون أن أوزار الذين يصدونهم عنه هي عليهم {وَلَوْ تَرَىٰ} يا محمد {إِذْ وُقِفُواْ} حبسوا {عَلَى ٱلنَّارِ فَقَالُواْ يٰلَيْتَنَا نُرَدُّ} إلى الدنيا {وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا} بالكتب والرسل {وَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ} مع المؤمنين في السر والعلانية {بَلْ بَدَا لَهُمْ} ظهر لهم عقوبة {مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ} يسرون من الكفر والشرك {مِن قَبْلُ} في الدنيا {وَلَوْ رُدُّواْ} إلى الدنيا كما سألوا {لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ} من الكفر والشرك {وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} لأنهم لو ردوا لم يؤمنوا به {وَقَالُوۤاْ} يعني كفار مكة {إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا} أي ما حياتنا إلا حياتنا الدنيا {وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} بعد الموت {وَلَوْ تَرَىٰ} يا محمد {إِذْ وُقِفُواْ} يقول حبسوا {عَلَىٰ رَبِّهِمْ} عند ربهم {قَالَ} الله لهم ويقال تقول لهم الملائكة {أَلَيْسَ هَـٰذَا بِٱلْحَقِّ} أليس هذا العذاب والبعث بعد الموت حق {قَالُواْ بَلَىٰ وَرَبِّنَا} إنه لحق كما قالت الرسل {قَالَ فَذُوقُواْ ٱلعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ} تجحدون بالبعث بعد الموت {قَدْ خَسِرَ} قد غبن {ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱللَّهِ} بالبعث بعد الموت يقول أنظرهم {حَتَّىٰ إِذَا جَآءَتْهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغْتَةً} فجأة {قَالُواْ يٰحَسْرَتَنَا } يا حزناه أو يا ندامتاه {عَلَىٰ مَا فَرَّطْنَا فِيهَا} تركنا في الدنيا يعني الإيمان والتوبة {وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ} آثامهم {عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ} بئس ما يحملون من الذنوب {وَمَا ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَآ} ما في الدنيا من الزهرة والنعيم {إِلاَّ لَعِبٌ} فرح {وَلَهْوٌ} باطل {وَلَلدَّارُ ٱلآخِرَةُ} يعني الجنة {خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ} الكفر والشرك والفواحش {أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} أن الدنيا فانية والآخرة باقية {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ} يا محمد {ٱلَّذِي يَقُولُونَ} من الطعن والتكذيب وطلب الآية {فَإِنَّهُمْ} يعني حارث بن عامر وأصحابه {لاَ يُكَذِّبُونَكَ} في السر {وَلَـٰكِنَّ ٱلظَّالِمِينَ} المشركين {بِآيَاتِ ٱللَّهِ} في العلانية {يَجْحَدُونَ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ} كذبهم قومهم كما كذبك قومك {فَصَبَرُواْ عَلَىٰ مَا كُذِّبُواْ} على ما كذبهم قومهم {وَأُوذُواْ} وصبروا على أذى قومهم {حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا} بهلاك قومهم {وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ} لا مغير لكلمات الله بالنصرة لأوليائه على أعدائه {وَلَقدْ جَآءَكَ} يا محمد {مِن نَّبَأَ} خبر {ٱلْمُرْسَلِينَ} كيف كذبهم قومهم كما كذبك قومك فصبروا على ذلك.