{قُلْ} يا محمد للنضر بن الحارث وأصحابه {إِنِّي عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي} على بيان من ربي وبصيرة من أمري وديني {وَكَذَّبْتُم بِهِ} بالقرآن والتوحيد {مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ} من العذاب {إِنِ ٱلْحُكْمُ} بنزول العذاب {إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ ٱلْحَقَّ} يحكم بالعدل ويأمر بالحق {وَهُوَ خَيْرُ ٱلْفَاصِلِينَ} أفضل القاضين {قُل} يا محمد {لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ} من العذاب {لَقُضِيَ ٱلأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} لفرغ من هلاككم {وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِٱلظَّالِمِينَ} بعقوبة المشركين النضر وأصحابه فوقع بالنضر بن الحارث العذاب الذي سأل فقتل صبراً يوم بدر {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ ٱلْغَيْبِ} خزائن الغيب المطر والنبات والثمار ونزول العذاب الذي تستعجلون به يوم بدر {لاَ يَعْلَمُهَآ} لا يعلم مفاتح الغيب بنزول العذاب الذي تستعجلون به {إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ} من الخلق والعجائب ويقال ويعلم ما يهلك في البر والبحر {وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ} من الشجر {إِلاَّ يَعْلَمُهَا} كم دوران تدور {وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ ٱلأَرْضِ} تحت الصخرة التي أسفل الأرضين إلا يعلمها {وَلاَ رَطْبٍ} يعني الماء {وَلاَ يَابِسٍ} يعني البادية {إِلاَّ فِي كِتَابٍ} مكتوب {مُّبِينٍ} كل ذلك في اللوح المحفوظ مبين مقدارها ووقتها {وَهُوَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِٱللَّيْلِ} يقبض أرواحكم في المنام {وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم} ما كسبتم {بِٱلنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ} يرد إليكم أرواحكم {فِيهِ} في النهار {لِيُقْضَىٰ أَجَلٌ مُّسَمًّى} لكي يتم أجلها ورزقها {ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ} بعد الموت {ثُمَّ يُنَبِّئُكُم} يخبركم {بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} من الخير والشر {وَهُوَ ٱلْقَاهِرُ} الغالب {فَوْقَ عِبَادِهِ} على عباده {وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً} من الملائكة ملكين بالنهار وملكين بالليل يكتبون حسناتكم وسيئاتكم {حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ} حضره الموت {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا} قبضه ملك الموت وأعوانه {وَهُمْ} يعني ملك الموت وأعوانه {لاَ يُفَرِّطُونَ} لا يؤخرون الميت طرفة عين {ثُمَّ رُدُّوۤاْ إِلَىٰ ٱللَّهِ} يوم القيامة {مَوْلاَهُمُ ٱلْحَقِّ} وليهم بالثواب والعقاب بالحق والعدل ويقال مولاهم الحق معبودهم بالحق ولكن لم يعبدوه بالحق غاية عبادته وكل معبود غير الله باطل {أَلاَ لَهُ ٱلْحُكْمُ} القضاء بين العباد يوم القيامة {وَهُوَ أَسْرَعُ ٱلْحَاسِبِينَ} إذا حاسب فحسابه سريع {قُلْ} يا محمد لكفار مكة {مَن يُنَجِّيكُمْ مِّن ظُلُمَاتِ ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ} من شدائد البر والبحر وأهوالهما {تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً} سراً وعلانية وإن قرأت بجر الخاء وتقديم الياء من الفاء يقول مستكيناً وخوفاً {لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـٰذِهِ} الأهوال والشدائد {لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّاكِرِينَ} من المؤمنين.