خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لِيُحِقَّ ٱلْحَقَّ وَيُبْطِلَ ٱلْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُجْرِمُونَ
٨
إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَٱسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُرْدِفِينَ
٩
وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
١٠
إِذْ يُغَشِّيكُمُ ٱلنُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن ٱلسَّمَآءِ مَآءً لِّيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ ٱلشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ ٱلأَقْدَامَ
١١
إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلْمَلاۤئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ فَٱضْرِبُواْ فَوْقَ ٱلأَعْنَاقِ وَٱضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ
١٢
ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ
١٣
ذٰلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ ٱلنَّارِ
١٤
يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ ٱلأَدْبَارَ
١٥
وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَآءَ بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ
١٦
فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ وَلِيُبْلِيَ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاۤءً حَسَناً إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
١٧
-الأنفال

تفسير القرآن

{ لِيُحِقَّ ٱلْحَقَّ } ليظهر دينه الإسلام بمكة { وَيُبْطِلَ ٱلْبَاطِلَ } يهلك الشرك وأهله { وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُجْرِمُونَ } وإن كره المشركون أن يكون ذلك { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ } تدعون { رَبَّكُمْ } يوم بدر بالنصرة { فَٱسْتَجَابَ لَكُمْ } الدعاء { أَنِّي مُمِدُّكُمْ } معينكم { بِأَلْفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُرْدِفِينَ } متتابعين بالنصرة لكم { وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ } يعني المدد { إِلاَّ بُشْرَىٰ } لكم بالنصرة { وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ } بالمدد { قُلُوبُكُمْ وَمَا ٱلنَّصْرُ } بالملائكة { إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ } بالنقمة من أعدائه { حَكِيمٌ } حكم عليهم بالقتل والهزيمة وحكم لكم بالنصرة والغنيمة { إِذْ يُغَشِّيكُمُ ٱلنُّعَاسَ } ألقى عليكم النوم { أَمَنَةً } لكم { مِّنْهُ } من الله من العدو وهي منة من الله لكم { وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن ٱلسَّمَآءِ مَآءً } مطراً { لِّيُطَهِّرَكُمْ بِهِ } بالمطر من الأحداث والجنابة { وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ ٱلشَّيْطَانِ } وسوسة الشيطان { وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ } وليحفظ قلوبكم بالصبر { وَيُثَبِّتَ بِهِ } بالمطر { ٱلأَقْدَامَ } على الرمل أي يشد الرمل حتى يثبت عليه الأقدام { إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلْمَلاۤئِكَةِ } ألهم ربك ويقال أمر ربك { أَنِّي مَعَكُمْ } معينكم { فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } في الحرب ويقال فبشروا الذين آمنوا بالنصر { سَأُلْقِي } سأقذف { فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ } المخافة من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه { فَٱضْرِبُواْ فَوْقَ ٱلأَعْنَاقِ } رؤوسهم { وَٱضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ } مفصل { ذٰلِكَ } القتال لهم { بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ ٱللَّهَ } خالفوا الله { وَرَسُولَهُ } في الدين { وَمَن يُشَاقِقِ ٱللَّهَ } يخالف الله { وَرَسُولَهُ } في الدين { فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } إذا عاقب { ذٰلِكُمْ } العذاب لكم { فَذُوقُوهُ } في الدنيا { وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ } في الآخرة { عَذَابَ ٱلنَّارِ يَآأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } يوم بدر { زَحْفاً } مزاحفة { فَلاَ تُوَلُّوهُمُ } أي فلا تولوا منهم { ٱلأَدْبَارَ } منهزمين { وَمَن يُوَلِّهِمْ } يتول عنهم { يَوْمَئِذٍ } يوم بدر { دُبُرَهُ } ظهره منهزماً { إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ } مستطرداً للقتال ويقال للكرة { أَوْ مُتَحَيِّزاً } أو ينحاز { إِلَىٰ فِئَةٍ } ينصرونه ويمنعونه { فَقَدْ بَآءَ بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ } فقد رجع واستوجب بسخط من الله { وَمَأْوَاهُ } مصيره { جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } صار إليه { فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ } يوم بدر { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمْ } بجبرائيل والملائكة { وَمَا رَمَيْتَ } ما بلغت التراب إلى وجوه المشركين { إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ } بلغ { وَلِيُبْلِيَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } ليصنع بالمؤمنين { مِنْهُ } من رمي التراب { بَلاۤءً } صنيعاً { حَسَناً } بالنصرة والغنيمة { إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ } لدعائكم { عَلِيمٌ } بنصرتكم.