خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِّنَ ٱلأَعْرَابِ مُنَٰفِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ ٱلْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى ٱلنِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ
١٠١
وَآخَرُونَ ٱعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى ٱللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
١٠٢
خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَٰوتَك سَكَنٌ لَّهُمْ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
١٠٣
أَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ ٱلصَّدَقَاتِ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ
١٠٤
وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
١٠٥
وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ ٱللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
١٠٦
-التوبة

تفسير القرآن

{ وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِّنَ ٱلأَعْرَابِ } أسد وغطفان { مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ ٱلْمَدِينَةِ } عبد الله بن أبي وأصحابه { مَرَدُواْ } ثبتوا وجمعوا { عَلَى ٱلنِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ } لا تعلم نفاقهم { نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ } نعلم نفاقهم { سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ } مرة عند قبض أرواحهم ومرة في القبور { ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ } عذاب جهنم { وَآخَرُونَ } ومن أهل المدينة قوم آخرون وديعة بن جذام الأنصاري وأبو لبابة بن عبد المنذر الأنصاري وأبو ثعلبة { ٱعْتَرَفُواْ } أقروا { بِذُنُوبِهِمْ } بتخلفهم عن غزوة تبوك { خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً } خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم مرة { وَآخَرَ سَيِّئاً } تخلفوا مرة { عَسَى ٱللَّهُ } وعسى من الله واجب { أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ } أن يتجاوز عنهم { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } لمن تاب منهم { رَّحِيمٌ } لمن مات على التوبة ثم بيَّن للنبي صلى الله عليه وسلم ما يأخذه من أموالهم لقولهم خذ منا أموالنا لأنا تخلفنا عن غزوة تبوك لقبل الأموال فلم يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم حتى يبين الله له فقال { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ } أموال المتخلفين { صَدَقَةً } ثلثاً { تُطَهِّرُهُمْ } من الذنوب { وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا } تصلحهم بها { وَصَلِّ عَلَيْهِمْ } استغفر لهم وادع لهم { إِنَّ صَلاَتَكَ } استغفارك ودعاءك { سَكَنٌ لَّهُمْ } طمأنينة لقلوبهم بأن تقبل توبتهم { وَٱللَّهُ سَمِيعٌ } لمقالتهم خذ منا أموالنا { عَلِيمٌ } بتوبتهم ونيتهم { أَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ } من عباده { وَيَأْخُذُ ٱلصَّدَقَاتِ } ويقبل الصدقات { وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ } المتجاوز { ٱلرَّحِيمُ } لمن تاب { وَقُلِ } لهم يا محمد { ٱعْمَلُواْ } خيراً بعد التوبة { فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ } ويرى الله ورسوله { وَٱلْمُؤْمِنُونَ } ويرى المؤمنون { وَسَتُرَدُّونَ } بعد الموت { إِلَىٰ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ } ما غاب عن العباد ويقال ما يكون { وَٱلشَّهَادَةِ } ما علمه العباد ويقال ما كان { فَيُنَبِّئُكُمْ } يخبركم { بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } وتقولون من الخير والشر { وَآخَرُونَ } وقوم آخرون من أهل المدينة كعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية { مُرْجَوْنَ لأَمْرِ ٱللَّهِ } موقوفون محبوسة أنفسهم لأمر الله { إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ } بتخلفهم عن غزوة تبوك { وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ } يتجاوز عنهم بتخلفهم { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ } بتوبتهم وتخلفهم { حَكِيمٌ } فيما حكم عليهم.