خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ ٱلْكَهْفِ وَٱلرَّقِيمِ كَانُواْ مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً
٩
-الكهف

تفسير عبد الرزاق الصنعاني مصور

1653- عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله تعالى: { أَصْحَابَ ٱلْكَهْفِ وَٱلرَّقِيمِ }: [الآية: 9]، قال: يقولُ بعضُهم: الرقيم كتاب تبيانهم، ويقولُ بعضُهم: هو الوادي الذي فيه كهفهم.
1654- عبد الرزاق، قال: أنبأنا الثوري، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، في قوله تعالى: { وَٱلرَّقِيمِ }: [الآية: 9]، قال: يزعم كعب أنها القرية.
1655- حدثنا عبد الرزاق، قال أنبأنا إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كل القرآن أعلمه إلا أربع: غسلين، وحناناً، والأوَّاهُ، والرقيم.
1656- عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر، قال: أخبرني إسماعيل بن شَرْوَس، أنه سمع وهب بن منبه، يقول: جاء حواريُّ عيسى ابن مريم إلى مدينة أصحاب الكهف، فأراد أن يدخلها، فقيل له: إنَّ على بابِها صَنَماً، لا يدخلها أحد إلاسجد له، فكره أن يدخل، فأتى حماماً، فكان فيه قريباً من تلك المدينة، فكان يعمل فيه، ويؤجر نفسه من صاحب الحمام، ورأى صاحب الحمام في حمامه [البركة]، ودرَّ عليه الرزق، ففوّض إليه وجعل يسترسل إليه، وَعَلِقَه فتية من أهل المدينة، فجعل يخبرهم عن خبر السماء والأرض وخبر الآخرة، حتى آمنوا به وصدَّقوه، وكانوا على مثل حاله في حسن النِّيَّة، وكان يشترط على صاحب الحمام أن الليل لي ولا تحل بيني وبين الصلاة إذا حضرت، فكان ذلك، حتى جاء ابن الملك بأمرأةٍ يدخل بها الحمام، فعيَّره [الحواري]، وقال: أنت ابن الملك، وتدخل معك الكذا والكذا، فاستحيا، فذهب فرجع مرة أخرى، فقال له مثل قوله، فَسَبَّه وانتهره، ولم يلتفت حتى دخل، ودخلت معه المرأة، فماتا في الحمام، فأتِي الملك فقيل له: قَتَل ابنَكَ صاحبُ الحمام، فالْتُمِسَ، فلم يقدر عليه، هرب، فقال من كان يصحبه؟ [فَسَمُّوا] الفتية، فالْتُمِسُوا، فخرجوا من المدينة فمروا على صاحب لهم في زرع له، وهو على مثل أمرهم، فذكروا له أنهم الْتُمِسُوا فاطلق معهم ومعه كلبٌ حتى أواهم الليل إلى الكهف، فدخلوه، فقال: نبيت ها هنا الليلة، ثم نصبح إن شاء الله، [فتروا] رأيكم، فضرب الله على آذانهم، فخرج الملك في أصحابه يتبعونهم حتى وجدوهم قد دخلوا الكهف، فكلما أراد الرجل أن يَدْخُلَ أُرِْبَ، فلم يطق أحد أن يدخله، فقال له قائل: ألست قلت: لو كنت قدرت عليهم قتلتهم؟ قال: بلى، قال: فأبنِ عليهم باب الكهف، ودعهم يموتوا جوعاً وعطشاً، ففعل.
ثم غبروا زماناً بعد زمانٍ، ثم إنَّ راعياً أدركه المطر عند الكهف، فقال: لو فَتَحْتُ هذا الكهف، وأدخلت غنمي من المطر، فلم يزل يعالجه حتى فتح لغنمه فأدخلها فيه، وردّ الله أرواحهم في أجسادهم من الغد حين أصبحوا، فبعثوا أحدهم بورقٍ يشتري لهم طعاماً، فكلما أتى باب مدينة، رأى شيئاً يُنكره، حتى دخل فأتى رجلاً، فقال: بعني [بهذه الدراهم] طعاماً، قال: ومن أين هذه الدراهم؟ قال: خرجت أنا وأصحابي لي أمس، [فأوانا الليل إلى] الكهف، ثم أصبحنا فأرسلوني، قال: هذه الدراهم كانت على عهد مُلْكِ فلان، فأنَّى لك [بها]؟ فرفعه إلى الملك، وكان ملكاً صالحاً، قال: من أين لك هذه الورق؟ قال: خرجت أنا وأصحاب لي أمس حتى أدركنا الليل في كهف كذا وكذا، ثم أمروني أن اشتري لهم طعاماً، قال: وأين أصحابك؟ قال: في الكهف. قال: فانْطَلَقَ [معه]، حتى أتوا باب الكهف، فقال: دعوني أدخل إلى أصحابي قبلكم، فلما رأوه ودنا منهم، ضُرِبَ على أذنه وآذانهم، وأرادوا أن يدخلوا، فجعلوا كلما دخل رجل أُرْعِبَ، فلم يقدروا على أن يدخلوا إليهم، فبنوا عليهم كنيسة واتخذوه مسجداً يُصَلُّونَ فيه.